لربما فرّ الغياب
بقلم : منال خليل
الجَوَىَ هو :
- أن نغزِل الحب ونوصِله رغم فِراق منحنيات الطُرق .
أن نجد أحرف أسامينا كما لو أنها موشومه على شفاهنا تمحى كل الأسماء الأخرى
و أن تأخذني نبرة صوتك للحد الذي يجعلني أتمنى لو أستطيع عناق هذا الصوت الآتي بالحُب من قلبك مباشرة لعمق روحي .
- حينما تلتفت صباحاً تهمس بإسمي باحثاً عني بفراش، أنت تعلم أنه خالٍ مني ولكني ملء المكان وأجيبك من خلف الحلم الاحتياج والشوق ورغم قسوة ورعونة الزمان .
- عندما تناقش معي تفاصيل يومك وأَمسَك محدثاً أياي بتواصل لا ينقطع رغم الغياب .
متوجهاً لقِبلة خواطري سراً وعلانية مكتفياً بي بأروقة الروح وبطرفة العين .
- أن ترى النساء والصبايا ولا تدرك الجمال إلا بملامح قلب أنت تسكنه
- الجَوَىَ هو :
أن تستعيد كل الذكريات مبتسماً
الشمعة والقنديل ، أحرف القصائد والموسيقى، المقعد والحديقة لون الزهور
عَبق الشوق وعٍطر الجسد .
كيف كان مذاق فنجان القهوة ودخان السيجارة شكل المطفأة وقداحة تبادلناها يوماً.
غيمة العطر، عناق الاستقبال وقُبلة السلام
- الجَوَىَ هو :
مناجاة ووفاء رغم مسافات جائرة
لقاء حتمي وقت الحاجة، دون سؤال.
فقط الشعور بالآخر هو من يمهد سبل اللقاء
- عندما نجيد الإصغاء للمشاعر بصمت بليغ صمت تتحدث فيه أيدي تربت على جدار القلب والعمر .
" بأني هاهنا معك "
- هنا تغني الأمكنة والطُرقات الوردات
تنفتح النوافذ لتنطلق طاقه نور تعيد إليك الحياة بكل إشراقة شمس، فتَسعَد الطيور .
تُمَهَّد الطُرقَات ، تستعد نجوم السماء فتمطر ربيعاً، لربما يأذن القمر بتواصل قد دعونا الله يوماً ألا ينقطع
الجَوَىَ هو :
- ألا يمر الوقت ثقيلاً جدا، مصبوغ بلون الغياب وكأن كل عقارب الساعات أعلنت الصدأ بغتة .
فتوقف الزمن بين اللاشئ والصفر بميقات موجع مُحمّل بالفرضيات .
تضع فنجان القهوة جانباً تطفئ سيجارة يائسة الدخان، وتنتفض لتطل من النافذة لاسترجاع ذكرى عابرة فتراها وقد ارتبكت مرتبطة بوقتٍ ما أو لحظات لا نسيان فيها.
- الهُياَم هو :
أن تعاود النظر لساعة الجدار والمعصم . المنضدة، اللوحات والألوان وقد هرب منهم الزمن .
تنتقل من الساعات للمكان والهواء .
تفتش عن نفسك تبحث بالروح مُترفعاً عن إعادة ملء الساعات بالانتظار
تسمع دقات خَجلى .
فتهفو منصتاً لربما قد فرّ الغياب !!
تغلق الجفون على العينين والحنين
وتفتح حواراً مع آذان الصمت ... فتجدها منبعثة من قلب متواطئ يعبث بصدرك مؤازراً لرفض الساعات ، مُتباطئ معلناً رفضه لثوانٍ .
أنت لست فيها .