اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

شركات الرعاية الرياضية تزيد من حدة المنافسة والتباهي خارج المستطيل الأخضر

 شركات الرعاية الرياضية تزيد من حدة المنافسة والتباهي خارج المستطيل الأخضر 





كتب: أحمد فؤاد زايد


يمكن النظر إلى كرة القدم بشكل عام على أنها لعبة (90) دقيقة، ذات الوجهين المختلفين: يفوز أحد الفريقين بالمباراة ويخسر الفريق الآخر، ويحصل الفريق الفائز على الثلاث نقاط بينما يهدر الخاسر الثلاث نقاط، أو يحصل كل فريق على نقطة واحدة في حالة التعادل السلبي أو الإيجابي، ولكن لكرة القدم منافسة آخرى خارج المستطيل الأخضر بين الاندية تتمثل في العائد الاقتصادي "عقود الرعاية" وبالرغم أن المنظمات الرياضية هي منظمات ليست هادفة للربح، ولكن مع متطلبات التنافس الشديد بين الأندية والاتحادات الرياضية (المنتخبات) أصبح الهدف الأول هو توفير أكبر قدر من الاحتياطي النقدي داخل خزينة الاتحاد أو النادي لتوفير متطلبات الإستمرار والتنافس، وشراء اللاعبين من قبل الأندية؛ هو الهدف الأسمى في التسويق الرياضي المعاصر.

وتعد إبرام عقود الرعاية للأندية أعلي مصادر دخل الأندية الرياضية وخاصة فريق كرة القدم، وتعد شركة الرعاية للنادي بمثابة (مصرف للتمويل الذاتي بأموال طائلة لا ترد) وبينما يعد النادي لشركة الرعاية (حقل للبترول الذي لا ينفز خلال فترة زمنية محددة) من خلال القيام بالأنشطة الترويجية وخاصة رعاية القمصان لفريق كرة القدم، وبذلك تضمن الشركات صاحبة "العلامة التجارية" أعلى معدل وصول لإعلاناتها عبر الملايين من المشجعين والمتابعين للأندية المختلفة من خلال الحدث الرياضي وبذلك بوضع إسم المعلن على صدر قميص اللاعب أو ظهره أو الأكمام وربما أيضاً السراويل، ولا تقتصر الرعاية على ذلك فحسب بل تتجه داخل الأندية والمتاجر ومواقعها الأرضية ومواقعها الرسمية على محركات الإنترنت وداخل الملاعب من خلال اللافتات الإعلانية، ومع ذلك بدأت ظاهرة الإعلان عبر قمصان اللاعبين ظاهرة منبوذة في البدايات وخاصة الدول الأوربية وخاصة (ألمانيا وانجلترا) إلا أنها في الواقع "حق مشروع" قد لا يقبل اليوم الجدل أو النقاش.

ومما لا شك فيه إن شركات الرعاية الرياضية لها مزايا لا يمكن التغافل عنها لكرة القدم المصرية بشكل ملحوظ من خلال عوائد تعود بالنفع لصالح الأندية المصرية، إذ تساعد في رفع مستوى اللعبة والبطولات المحلية الأفريقية ورفع جودة تنظيم الاحتفالات الرياضية وتوفير الأموال اللازمة للأندية نحو تحقيق أعلى معدلات الأداء الرياضي والتنافسي الشريف.

وفي النطاق ذاته لشركات الرعاية الرياضية سلبيات تثير نوع من الجدل يستحق النقاش، حتى آلان تلك الشركات لا تعلن بشكل رسمي عن المعايير والأسس التى يتم من خلالها تحديد قيمة التعاقد وأختيار الفريق للرعاية، ويأتي ذلك بخلاف شركات الرعاية الأوربية التى تضع معايير محددة تكمن في عددة نقاط من أهمها القيمة التسويقية، البطولات، تحليل الفريق وتوظيف وتوليف اللاعبين، وتحليل المباريات وقاعدة الجماهير داخل وخارج القطر المصري، وتقتصر أعلى عقود الرعاية في مصر لصالح أندية الأهلي والزمالك وفي الوقت ذاته تتعرض الأندية الآخرى إلى الحصول على عقود بقيمة لا تقارن مع عقود الأندية السابق ذكرها بالرغم أن هذه الأندية وخاصة الأندية الشعبية لها قاعدة جماهيرعريضة ومشجعين ومتابعين، ويبقى سؤال هل تسيطر شركات الرعاية في مصر على كرة القدم؟ نضع الأجابة في الأسطر التالية:


في متابعة الأحداث المحلية الرياضية المصرية يلفت النظر داىمًا اسم وكالة التسويق والحقوق الرياضية  Presentation Sport"" وهي وكالة تشتمل على رعاية قمصان الأندية ولوحات الإعلان والتسويق في الملاعب وتنظيم الاحداث الرياضية ويشمل تسويق حقوق البث التليفزيونية والحقوق الرقمية، وتم تأسيسها في "2009" بقيادة محمد كامل السيد ومدير التنفيذي الحالي عمرو وهبى، ورأس مال الشركة يتجاوز "200" مليون دولار، وفي نفس عام التأسيس حصلت الشركة على تنظيم بطولة كأس العالم تحت (20) سنة التي أقيمت في مصر، وحصلت الشركة سريعاً على رعاية الاتحاد المصري بقيمة (404.5) مليون جنية ينتهي بعد نهاية مونديال قطر 2022 الذي يشهد عدم تواجد المنتخب المصري بعد الأخفاق للوصول إلي النهايات، وجميع البطولات ومعظم الأندية المصرية وحقوق البث الفضائي وجمعية النقاد الرياضيين.


وتعد أكبر صفقة أبرمت بين نادي الأهلي وشركة Presentation Sport"" في أكتوبر من عام 2018 لمدة أربع سنوات كاملة بقيمة (520) مليون جنية للحقوق التجارية ورقم آخر استثنائي لحقوق البث الفضائي (400) مليون جنية، وفي المقابل وفي نفس العام فسخ نادي الزمالك العقد المبرم بين الشركة لأسباب مالية وتأخير السداد وقد أعلن فريق الزمالك رسمياً "بان الشركة الراعية حصلت على حقوق رعاية النادي الأهلي بضعف عقد رعاية القلعة البيضاء، مع العلم أن القيمة التسويقية للكيان الابيض لا تقل عن المنافس، بخلاف أن جماهيريته وشعبيته في مصر والوطن العربي تفوق المنافس" وبذلك وجه نادي الزمالك نوع من المقارنة المعيارية بشكل مباشر عن الغريم التقليدي نادي الأهلي حين ذاك، كان قد حصل نادي الزمالك على عقد رعاية بقيمة (450) مليون جنية ويعد مجلس الإدارة النشط بادئ ذي بدء للبحث عن أعلى عقد رعاية لصالح ناديه "الحق المشروع"، وهذا ما جعل إدارة نادي الزمالك تتجه إلي شركات تسويق آخرى ويتعاقد نادي الزمالك الآن مع شركة "Tempo" الراعي الرسمي لزي نادي الزمالك لثلاث مواسم منذ اكتوبر من 2021 ويصل سعر القميص الواحد للجمهور إلى (390) جنية وينص التعاقد بين الطرفين أن لنادي الزمالك نسبة من بيع القمصان.

و في السياق الآخر أعلن سيف الوزيري رئيس مجلس إدارة شركتي Presentation Sport"" و شركة استاد الوطنية الحالي في نهاية أغسطس الماضي عن تقاصيل التعاقد عن تسويق حقوق رعاية النادي الأهلي، وحيث أن المفاوضات بين الأهلي وشركة المتحدة بدأت منذ عشرة أشهر، وكان قد أعتمد بالفعل مجلس إدارة الأهلي برئاسة الخطيب الشركة المتحدة كمسوق حصري لحقوق الرعاية لقطاع كرة القدم لمدة (4) مواسم قادمة أعتبار من الموسم القادم، وقد صرح الوزيري أن يوجد خطابات من (12) شركة كبرى ترغب في الحصول على حقوق الرعاية الأهلي وإن عقد الرعاية يتخطى المليار (300) جنية.

وبالاجابة على السؤال السابق يتضح إن شركات الرعاية الرياضية لا تفرض هيمنة أو سيطرة بالشكل المباشر على الكرة المصرية، إلا أنها شركات تجارية تبحث عن الربح ويعد المسيطر الأول على الكرة المصرية والعالمية هو توفير الأموال اللازمة للنشاط الرياضي وتحقق شركات الرعاية المعادلة الكيفية والكمية في آن واحد للأندية من الأخفاق إلى التوهج وأحراز البطولات بعد توفير المتطلبات وإن كان يوجد استثناءات في عالم كرة القدم السحري. 


google-playkhamsatmostaqltradent