اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أمة إقرأ لا تقرأ

 أمة إقرأ لا تقرأ




بقلم  : أحمد سيد رجب 


قد يظن البعض أننا نبالغ في كلامنا هذا ولكن ليست هناك مبالغة ، فعدد الكتب المطبوعة في الوطن العربي ضعيف جدا ليس بسبب عدد المؤلفين ولكن بسبب عدد القراء الذين يقبلون على القراءة وشراء الكتب ، أصبح الكاتب بين نارين نار ضغوطات الحياة التي يعيشها ويحاول جاهدا أن يوفر من وقته كي يكتب ونار دور النشر التي أصبح معظمها همه جمع المال وجعلت الكاتبينشر على نفقته ، ولا تكلف نفسها عناء الدعاية فقد ارتضت بما يدفعه الكاتب مقابل النشر وعلى الكاتب أن يقوم بالدعاية على حسابه والتي غالبا لا تصل لأحد غير أهله وأصدقائه وقليل منهم من يدعمه بشراء نسخ من الكتاب وقد لا يقرأها بل يشتريها ليجامل الكاتب .


وعلى الجانب الأخر نجد كثير من القراء لا يسمعون عن مؤلفين كثيرين بسبب ضعف إمكاناتهم المادية وترك مؤلفاتهم مكتوبة دون طباعة ومن ثم في عالم النسيان  الكتاب الورقي لا غنى عنه في أي زمان ومكان فنجد الغرب يطبعون عدد كبير من الكتب ويتم تخصيص ميزانية للقراءة ودعمها والحث عليها ، فنجد في إحدى دول الغرب أنها حثت المساجين في السجون على القراءة من خلال تخفيف العقوبة كلما أنهوا قراءة كتابا من الكتب  القراءة تفتح أفاق كثيرة لدى الإنسان وتجعل عقله متفتحا ويعرف ما يدور حوله ويكون جزءا من الواقع المعيش ويزدد معرفة وعلما .


هناك كثير من المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تم تأسيسها والإشراف عليها من بعض المهتمين بالقراءة ، ولكن عدد المنضمين لها من القراء أقل بكثير  مقارنة بمجموعات الطعام والملابس وغيرها من وسائل الترفيه ، كما أن المحتوى الكتابي قليل الانتشار والتفاعل مقارنة بالمحتوى المرئي من فيديوهات الترفيه والإسفاف وغيرها فعلى سبيل المثال صفحتى على الفيس بوك لا يتعدى عدد القراء عليها عن سبع وعشرين ألفا وهذا في عام واحد بدأت فيه الكتابة الإلكترونية مع أني أبذل مجهود رهيب في الكتابة والتنسيق والمراجعة والقراءة للتأكد من مصادر المعلومات ، فلو نظرنا لمنشيء محتوى مرئي فسنجد عدد متابعينه قد يفوق المليون في أقل من عام بل أن البرامج الحوارية وغيرها تسعى خلفه للاستفادة منه في الدعاية وغيرها .


الكلام كثير جدا في هذا الموضوع ويحتاج إلى سلسلة مقالات وليس مقالة واحدة ، يجب على العرب تنمية ثقافة القراءة لدى الشباب ودعم الكُتَّاب وعمل مهراجانات للقراءة ومبادرات للقراءة ومن موقعي هذا أنادى بعمل مبادرة .


"نصف ساعة قراءة " وهذا وقت فيديو يراه الفرد وأثق بأننا لو فعلنا تلك المبادرة سيزداد عدد القراء وسينجذب عدد كبير من الأفراد للقراءة فنحن أولى بالقراءة فأول آية نزلت في القرآن هي

 " إقرأ باسم ربك الذي خلق " 

فلتقرأ أمة إقرأ. 


google-playkhamsatmostaqltradent