تاريخ مصر في صناعة كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ
كتب - معتز النجار
من الجدير بالذكر أن مصر قد حظيت بشرف صنع كسوة الكعبة المعظمة منذ العصر الجاهلي ، وقبل أن تتشرف بإشراقة نور الإسلام على أرضها بزمن طويل ، وما ذلك إلا لشهرتها بصنع الثياب الجديد التي كانت تعرف بالقباطي ،فقد رأينا خلفاء تبع الحميري يكسونها الجلد وأحياناً القباطي
ولما أشرقت الأرض بنور ربها وجاء الإسلام كساها النبي (صلى الله عليه وسلم ) القباطي والحبرات اليمانية ، ثم كساها أبو بكر الصديق ، عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ، وفي عهد عمر فتحت مصر فأصبحت كسوة الكعبة ترد بصفة رسمية حيث يقوم عامل مصر بصنعها وإرسالها الي الكعبة بأمر الخليفة ،وظل ذلك في عهد عثمان رضي الله عنه ، ثم أصبح خلفاء بني أمية وبني العباس يأمرون بصنع الكسوة الشريفة في مصر ، وإرسالها إلي الكعبة كل عام ، الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون
(حكم مصر من سنة ٧٤٣-٧٤٦ هجري ) حيث خصص ثلاث قري مصرية تقوم على صنع كسوة الكعبة المشرفة سنوياً
وقد ظلت مصر ترسل الكسوة سنويا حتي العصر العثماني، فوقف السلطان سليمان المشرع سنة .
(٩٤٧هجري ) سبع قري أخري في مصر ضمها الي الثلاثة قرى السابقة ، فأصبح وقف كسوة الكعبة عشر قري في مصر اختصت مصر بالكسوة الخارجية كل عام كانت مصر تقوم بصنع قماش الكسوتين الداخلية والخارجية وكسوة الحجرة النبوية الشريفة ، وظل الأمر كذلك حتي سنة(١١١٨هجري)حينما أمر السلطان أحمد الثالث بأن تحاك الكسوة الداخلية في استانبول ، فكانت تصنع فيها ثم ترسل إلي مصر لتخرج منها مع الكسوة الخارجية وظلت مصر ترسل الكسوة الشريفة لعدد من السنوات، وبعد أن استقر الأمر لمحمد علي باشا في حكم مصر سنة (١٢٢٠هجري) عادت صناعة كسوة الكعبة الشريفة إلي القلعة مرة اخري ، واستمرت الكسوة تصنع بالقلعة إلي أن انتقلت صناعتها إلي ورشة
( الخر نفش) التي عرفت فيما بعد بمصلحة الكسوة الشريفة ثم دار الكسوة الشريفة بالخرنفش بالقاهرة ، وقد ظلت الكسوة تصنع بها إلي أن توقفت مصر عن إرسال الكسوة عام (١٣٨٢هجري/١٩٦٣ميلادي )
( المصادر )
كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ
(أ. د . السيد محمد الدقن )
كتاب
(العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)
كتاب
(رحلة ابن بطوطة -الرحالة ابن بطوطة الأندلسي)