اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

لم يرفع القلم بعد " ثوب من الحرير "

 لم يرفع القلم بعد 


                " ثوب من الحرير "




 

بقلم منال خليل



 أُقدر جداً وجود هؤلاء الأشخاص النادرين الذين يملكون موهبة مراعاة مشاعر الآخرين في خضم المناقشات ووقت الخلاف،

 ليس لأن قلوبهم طيبة تتسم باللين والرفق فقط ..


  فقد يكون غير المباليين بمراعاة غيرهم طيبي القلب أيضاً، ولكنهم قادرون على كسر وجرح محبيهم على مهل قاسٍ مؤذي وبعنف وعن عمد بارع   .. 


فالخلافات واردة وطبيعية نظراً لأختلاف طباع وتكوين الشخصيات، ولكن كيفية التعامل وقت الخلاف والرغبة في التسويات والحلول الوسط تظهر جوهر الشخص والعلاقة ككل .


  تُبهرني هذه القدرة على المُراعاة النفسيه وإظهار الود والأعتذار وقت الخطأ،  لأنها تدُل على عُمق الشعور بنفسيات الآخرين ومدى وعيهم وإنسانيتهم ..  ومدى الرغبة فى استمرار العلاقة سليمة النية خالية من الشوائب .


 اللطف والإهتمام والقدرة على المبادرة بالقبض على زمام الأمور وتسييسها،  يجعلون الشخص لايبدو أنانياً قاسيا ... أحمقا أو فارغ المشاعر أجوف .. ولكن ممتلئا بالعطاء دون جهد 


   " وهذا الإمتلاء جاذب وأخاذ .. يجعلك واثقا من مدى صحة ثبات العلاقة كما تشعر أنك في مأمن من غدر الطعن فى عمق القلب "


 هناك الكثير من العلاقات تنتهي عند تدخل التكبر وفُجر الأنانية  والبخل العاطفي وعدم الإهتمام بإظهار المحبة وتدارك التفاصيل الصغيرة الظالمة   والعبارات الجارحة التي قد تكون مُهينة جدا للطرف الآخر .


 التسامح وإظهار المحبة والقدرة على أحتواء الأزمة ومواجهتها فى حينها،  قوة لا يمتلكها الكثيرون ... 

ولكنها إن وجدت في إحدى طرفي العلاقة فهي ترفع من قدره بأعين الطرف الآخر وليست دليل ضعف على الإطلاق كما يظن البعض  .... 


 فالقدرة على التواصل وحسن إدارة الحوار دون تجريح الآخر او التقليل منه ..  والتفهم لطبيعته وإحترام إحتياجاته وقت الإختلاف تزيد روابط القوة وتنهي الكثير من الخلافات .

النفس الطيبة المُحبة .. لا يخفى عليها اطلاقا ملاحظة حزن الطرف الآخر وذلك البكاء الهادر ، الصامت الذي لا قد ينقطع انهماره بالروح...  وشدة احتياجه لمرفأ الآخر .. 


 من منا يشعر بتلك الأرواح المتصلة المرتجفة مداً وجزراً ..

 في مواجه عصف إعصار من الصراعات الموالية للقلب حيناً... أو أنقياداً وأستسلاماً للدوران بترس عجلة وهم إن الآخر على نفس درجة حرارة حب التمسك به والرغبة في وضع رواسي ومراسم لشكل حياة طبيعية 

قد يبدو ظاهرها حيّ يُرزق ، ولكن باطنها قد تولاه أو توفاه الفشل فى تحقيق التواصل والشعور بالغير !!!


 من منا قادر أن يتغلب على أنانيته وحبه لذاته ويمتلك تلك الرحمة والرغبة فى العطاء للأخذ بقلب الآخر وترميمه وإعادة أحياء نفسه !!

في زمن الحب فيه يبدو كثَوب من الحرير ملمسه خادع رائع، ولكنه مهلهل الأوصال مُرصِّع بكسر من زجاج الخيبات .... 


وتائه بليل غابة يملؤها أوزار الكِبر، وقمر مُكتمل بالتعالي... النجوم حوله تصرخ بأن : 


    فًكِر بغَيرك قَليلاً  .

google-playkhamsatmostaqltradent