اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بِسَتْرِهِ فَكَرِيهٌ

 بِسَتْرِهِ فَكَرِيهٌ





بِقَلَمِ - احْمَدْ عَادِلِ الْحَدِيدِى


نعيش أياام غريبه تفوق الخيال في غرابتها اختلطت فيها المفاهيم وحيدت فيها القيم و المبادئ والتبس بها الصواب والخطأ وها نحن  جيل الوسط كما يتم تسميته الذى يرمز لمواليد السبعينات والثمانينات بين مطرقه زمن عشنا به طفولتنا حيث المجتمع المحافظ  بعاداته وتقاليده وبساطته وسندان زمن نعيش به شبابنا حيث الانفتاح والتطور والتحرر وبين هذا وذاك نقف عالقين بداخل مفرمة فكرية تحاول بكل ماأاوتيت من قوة  سحق ماتبقي من قيم ومبادىء وافكار نشأنا عليها.

جيل الوسط هو آخر الاجيال التى استنشقت ما تبقي من روايح الزمن الجميل زمن ماقبل الالفيه الجديده  وكان الشاهد الاخير على هذا الزمن قبل ان يصبح ماضي سحيق و الشاهد الاخير على مجتمع سليم معاف قبل ان يمرض بمرض عضال وايضا الشاهد الاخير على اجيال آبائنا المكافحين بما واجهوه و جدودنا الذى كان اصغرهم سنا قد عايش ايام الملكية وما قبل ثوره يوليو ولطالما قصوا علينا قصصهم وتجاربهم في زمانهم. لقد تشكل وجدان جيل الوسط على يد اجيال آبائهم وجدودهم الذين نثروا  بذورهم في هذا الوجدان بذور القيم والمبادئ وما تربوا عليه ظنا منهم ان قيم ومبادئ الحياة ثابته في اى زمان لا تتغير بتغير مجرياته ولكن للاسف لم يثبت حتى الان صحه هذا الظن بل على العكس فبخلاف الثوره التكنولوجيه التى تفجرت سريعا جدا في حياه جيل الوسط فعلى سبيل المثال لا الحصر الانتقال من التليفون الارضي بقرصه الشهير والذهاب للسنترال لحجز مكالمة ترانك الى الهاتف المحمول و الكمبيوتر والاب توب ومراحل الانترنت بداية من الموديم ونهاية بسرعات الجيل الخامس و بعد ان كانت قنوات التلفزيون قناتين محليتين الى عالم الستلايت وآلاف القنوات وامثله كثيره على الطفره التكنولوجيه لن تسعفنا سطور المقاله سردها اما ما حدث مجتمعيا كان ايضا ثوريا لكن ثوريا في الاضمحلال و السقوط الحر فما عشناه وترعرعنا به في طفولتنا مختلف كل الاختلاف عما نعيشه الان وكاننا انتقلنا من كوكب لكوكب اخر بواسطه ثقب اسود وحتى لا يتهمنى احدا بالمبالغه لنرجع بالزمن قليلا الى الوراء ونتذكر حال المجتمع ووصفه فعلى سبيل المثال كان الغالبيه العظمى من الناس تشبه بعضها البعض ظاهريا باختلاف اوضاعهم الماديه كان احترام الكبير قانونا لا يجوز مخالفته وكانت صلة الرحم فعل بديهى تلقائي لايتم حتى التذكير به والعائله جسدا واحد و كان الاب رمزا للاسره ورئيس جمهوريتها وكان المعلم رمزا واحترامه كاحترام الابن لابيه و كانت حالات الطلاق من ندرتها حدث جلل يتحاكى به الناس وعن ملابساته واما عن الجرائم فكان مايحدث منها سنويا في هذا العصر اقل مما يحدث في اسبوع في عصرنا هذا فاتذكر جريمه حدثت عام ١٩٩٨ وهى مقتل سيده وابنها طعنا بمطوه على يد عمال بغرض السرقه ومن فاجعه هذه الجريمه قد تم إذاعة حكم الاعدام على التلفزيون المصرى على الهواء مباشره! بأمر من رئيس الجمهوريه آنذاك.

وكان اغلب الشعب يطبق سلوكيات واخلاقيات الدين فطريا وكان هناك عدد ليس بقليل من غير المحجبات ومع ذلك لم يكن هناك تحرش او همزا ولمز والدخول في نوايا الغير والحكم على علاقه العبد بربه كان الجيران كالاهل فرحهم وهمهم واحد. 

اذا ماذا حدث لمجتمعنا و اى مرضا اصابه؟

اصبحنا نرى ونسمع عن حوادث يشيب لها الوجدان ونرى سلوكيات وافعال شائنه من كثرتها اصبحت كالمالوفه حتى انه فى بعض الاحيان تحدث هذه الجرائم في وضح النهار وسط الناس ولا يحرك احدا من الماره ساكنا عند مشاهدتها بل ويكمل في طريقه كانه لا يرى شيئا غريبا وكاننا تمت برمجتنا لغويا و عصبيا ان مايحدث عادى لا يستدعى وجوب فعل،لكن المؤكد هو حدوث عطب ما اصابنا. والمؤكد ايضا اننا كنا ومازلنا فى حرب، نعم حرب! ولكنها كانت حرب طويله الامد لقد اكتشف اعدائنا ان السبيل الوحيد لهزيمتنا هو خلخلتنا فكريا واستهدافنا اخلاقيا ومجتمعيا وتشتيت وحدتنا وزعزعه الثقه في رموزنا ابتداء من عدم احترام المعلم الاحترام الكافى وفقدان مفهوم الاب المسيطر صاحب الكلمه الاولى والاخيره ودعوات تمرد المرأه حتى زعزعه الثقه بين الشعب ومؤسساته وقياداته مثل ماحدث فى احداث يناير ٢٠١١. 

وكما قال الاديب الاسطورى نجيب محفوظ آفه حارتنا النسيان الم يأن الاوان لمكافحه هذه الآفه يجب ان نعى وندرك جيدا مانحن بصدده من حروب فكريه واغتيالات للقيم والمبادئ ودث للسموم الفكريه في عقولنا يجب ان يبدا كل فردا في المجتمع بنفسه وان يعيى جيدا ما حدث ومازال يحدث ويقوم بتوعيه من حوله لن تستطيع الدوله او القياده السياسيه وحدها مجابهه هذه الحرب الشنعاء والتى لطالما اشارت اليها مرارا وتكرارا تحت مسمى حروب الجيل الرابع والخامس ولكن مجابهه هذه الحرب فرض عين على كل فردا في هذا المجتمع.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها....

google-playkhamsatmostaqltradent