ذَاتُكَ اَلْمُتْعَبَةُ كَيْفَ تُسَاعِدُهَا؟
بِقَلَمَ : عَزَّة عِيدٌ
مَازِلْتَ تَأْمُلُ أَنْ يَتَغَيَّرَ وَتَتَغَيَّرُ اَلْأُمُورُ لِتَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ كُلِّ مَنْ هُمْ حَوَّلَكَ دُون اَلنَّظَرِ إِلَى مَنْ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّتَكَ أَنْتَ .
ذَاتُكَ اَلْمُتْعَبَةُ اَلَّتِي تَحَطَّمَتْ مِرَارًا وَتَكْرَارًا دُونَ اَلْوُصُولِ لِبَابِ اَلسَّعَادَةِ وَكَأَنَّمَا عِشْتَ اَلسَّعَادَةُ كَالسَّرَابِ كُلَّمَا اِقْتَرَبَتْ مِنْهَا اِبْتَعَدَتْ عَنْكَ لَا تَحْزَنُ تِلْكَ فَتْرَةُ نَمُرُّ بِهَا جَمِيعًا حِينَ نَقِفُ فَجْأَةُ وَنَنْظُرُ لِسَنَوَاتِ اَلْعُمْرِ اَلَّتِي ذَهَبَتْ دُونَمَا أَنْ نَشْعُرَ بِهَا ، اِفْتَحْ بَابَ اَلتَّفَاؤُلِ وَالرِّضَا تَأْتِيكَ اَلسَّعَادَةُ رَغْمًا عَنْهَا وَابْتَعِدَ عَنْ اَلسَّلْبِيِّينَ فِي حَيَاتِكَ سُبْحَانَ مِنْ أَبْدَعَ ذَاتَكَ وَتَكْوِينَكَ وَجَعْلَ فِي اَلرِّضَا بِقَضَائِهِ سَعَادَةً وَرَاحَةَ وَهَنَاءِ سُبْحَانَهُ مِنْ جَعْلِ لَهِيبِ حَيَاتِكَ وَجَحِيمِهَا جَنَّةً بِالرِّضَا . بِحَقِّ اَلنُّونَ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ يَنْبُتُ بِدَاخِلِكَ اَلْأَمَلُ مِنْ جَدِيدٍ وَيَجْعَلُ مِنْ حُرُوفِ اَلْحُبِّ وُرُودًا يُزْهِرُ بِهَا قَلْبُكَ مِنْ جَدِيدٍ وَتُصْبِحُ تِلْكَ اَلْآلَامِ ذِكْرَى وَحِكَايَاتٍ تُضَحِكُكَ مَرَّة وَتُبْكِيكَ مَرَّة ، مَرْوِيَّةً بِالدَّمْعِ مَرَّةَ وَبِالضِّحْكَاتِ مَرَّة تَضَعُ كُلَّ هَذَا بَيِّنٌ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَحْظَى بِالنُّورِ فِي دَرْبِكَ فِيهِ اَلْأَمَلُ مُؤْتَمِلْ فَعَذَرَا إِنَّ ظَهَرَتْ آلَامُكَ وَجُرُوحُكَ يَوْمًا ، غَدًا يَأْتِي اَلطَّبِيبُ لِيُدَاوِيهَا وَلَا تَنْسَيْ أَنَّهُ عَلَى قَدْرِ اَلْعَطَاءِ يَأْتِي اَلْأَلَمُ وَمَا أَخَذَهُ اَللَّهُ لِحُكْمِهِ وَمَا أَبْقَاهُ لَرَحِمَهُ أَرْسُم مَلَامِحَ حَيَاتِكَ بِنَفْسِكَ وَأَغْزِلَ مِنْ حُرُوفِكَ اَلطَّرِيقُ اَلَّذِي تُرِيدُ أَنْ تَسْلُكَهُ مَهْمَا سَقَتْكَ اَللَّيَالِي أَدْمُعًا يَدُ اَللَّهِ تَمْحُوهَا وَتَطَيُّبُ خَاطِرِكَ ، وَمَهْمَا هَزَّتْ رِيَاحُ اَلْيَأْسِ سَفِينَتَكَ فَكُنْ بِحُسْن اَلظَّنِّ مِجْدَافًا وَشِرَاعًا سَتَصِلُ حَتْمًا لِمَا تُرِيدُ يَوْمًا مَا ، إِنْ كُنْتَ مَازِلْتَ تُطَالِبُ بِهِ وَتُصِرُّ عَلَيْهِ .
