لماذا نهرب من الحياة وإلى أين؟
بقلم : عماد الدين محمد
إن بعض فئات المجتمع كثيراً ما تبدع في تناول أحداث حياتها اليومية من مشاكل الحياة ومن ظروفها القاسية.
وكثير ما نضع أنفسنا فى قدر غير قدرنا ومكانة غير مكانتنا ونمنح أنفسنا الألقاب الزائفة وما أكثرها اليوم متناسين
" رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه "
وعجبت كل العجب من هذا الإنتشار الواسع لتفاصيل حياتنا الخاصة على صفحات التواصل الإجتماعي والسوشال ميديا.
والإعجب التدخل فى حياة الغير الشخصية بصورة تسير الذعر على إختلاف المستويات سوء أقارب أصدقاء مشاهير ، مسؤولين .
ومن فترة ومع ظهور صفحات التواصل الإجتماعي والمدونات الشخصية كانت تنتشر بعض الأمور المثيرة للعجب من
أمثالها :
من النساء من كانت تستيقظ على السيلفي ونجد الصور والإطلالات منتشرة على صفحات التواصل الإجتماعي .
- أنا وأنا لسه صاحية من النوم
- أنا وأنا لسة نزله من البيت
- أنا وأنا داخل النادي
- أنا وأنا دخله .... . أنا وأنا خرجه وما شابه .
وربما كانت تلك الصور لا تحمل سوى رسالة لا يعلم مضمونها سوى تلك العقول الفارغة التي شغلتها الدنيا بطريقة غير عادية .
ومن الظواهر الغريبة فى تلك الأيام
والتي أعتبرها مرض من أمرض المجتمع
أستعراض المرض وطلب الدعاء بالشفاء
لنجد مريض أو مريضة على أحد الأسره فى مستشفي .... يعلق المحاليل وأجهزة التنفس ويخبر الجميع أنه مريض
أزمة قلبية ، شلل وغيرها من الأمراض شفانا وعافانا الله منها جميع .
وتناول الحوادث وصور السيارات بعد الحادث .
والسؤال من تشكو ؟ ولمن تشكو ؟
لقد وصل الأمر إلى تناول الأمور الشخصية وحياتنا الأسرية والزوجية وعجب العجاب حالات الغضب والظلم التي نجد البعض يدخل حسابه ليتحسبن على من ظلمه .
ونستعرض التعليقات والمواساة والرسائل الخاصة وغيرها .....
وأخيراً سؤال يطرح نفسه لماذا وصلنا إلى هذا الحد من البعد عن الله وفقدان العادات والتقاليد الجميلة ، فقدان الصدق والتعفف وأصبحنا نعيش فى عالم هش عالم تحكمه الكومنت ، واللايك والريلز والقصة .
لماذا التصنع والهروب من حقيقتنا ووضع أنفسنا فى مكانة مزيفة ؟
لماذا لم يعد الخجل والعفة هما حمرة وجه بعض النساء ؟
لماذا فقد البعض مفهوم الرجولة والمسؤولية والصدق والكرامة؟
لماذا نشكوى للعبد وننسى الله ؟
لماذا كل شيء أصبح حرية حتى لو خالف تعاليم الأديان السماوية وخالف عاداتنا الجميلة ؟
والإجابة فى تلك الأيات الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " (16)
صدق الله العظيم
ونسيني قول الله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
صدق الله العظيم
ونسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
صدق الله العظيم
وفي تلك الآية الكريمة العلاج
( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
فلماذا نهرب من الحياة وإلى أين؟