شيطان الجن لمن تركتنا ؟
كتبت : إيمان المنير
استيقظ من نومك وانهض وطالع بعض الأخبار على مائدة افطارك تري عجب العجاب على المستوي العالمي والمحلي
تجد حروبا وويلات ودمار
وأزمات على كل المستويات صحية واجتماعية الي غير ذلك .
قلب صفحاتك لتجد امراض غير معهودة ولا معروفة من ذي قبل .
طالع المزيد من الاخبار لتجد العديد من الجرائم التي يقف أمامها العقل مذهولا .
نحن لا نظلم أنفسنا عندما نتحدث عن حروب وجرائم لأنها بالطبع موجودة منذ القدم و موجودة منذ ميلاد الأرض ولكن
دقق النظر ألم تر أن نوعية الجريمة اختلفت ألم تتفق معي أن أسلوب الجريمة أصبح يتسم باللا سقف نعم اللاسقف .
نعم قديما كانت هناك جرائم بشعة ولكن الكم لم يكن بهذه الضخامة ولا نستطيع أن نرجع التزايد فى أعداد الجرائم الي التزايد الطبيعي في عدد السكان وحسب وكانت عادة تتسم بأن يحاول المجرم اخفاء
نفسه .
او عدم الجهر والبوح بما فعل بينما الآن اصبح القاتل يظل بجوار القتيل غير مكترثا بعقاب وغير ٱبه إلى سلطات ولا إلى استنكار ولا ثأر من المجتمع .
فأصبح حمل السلاح نوع من الأناقة والتلفظ بالخبائث دليل صراحة وليس وقاحة .
قديما كان السارق يسرق رغبة في المال
أو ربما احتياجا أو لأي سبب يتعلق بالمسروق ذاته بينما الآن أصبحت السرقة انتقام وحقد واستزادة وليست احتياج أصبحت السرقة للاضرار بصاحب المسروقات وليس رغبة فى تلك المسروقات .
ناهيك عن جرائم القتل التي اختلفت شكلا وموضوعا فحين قتل قابيل هابيل فى بدء الخليقة قتله بطعنة .
فى وقت لم يتلقى اي منهما قدر العلم الديني والدنيوى الموجود الآن ولم يطعنه إحدى عشر طعنة نافذة فما تلك الطعنات إلا دليل حقد وغل دفين توغل فى أوصال جسد القاتل .
إخوة يوسف حينما نزغ الشيطان بينهم وقرروا قتله وخرج من بينهم من اقترح بإلقائه فى الجب لم يجد معارضا بل حصلوا على مرادهم بإبعاده من أمامهم فقط ولم يكن الهدف الأساسي هو إراقة دمه .
والآن نجد من يتفنن فى طريقة يذهق بها روح اقرب الناس له بلا أي ذرة من حياء أو خجل .
أن قابلت أحد المجرمين المحكوم عليهم باشد العقوبات فكثيرا لا تجد فى وجهه نظرة ندم ولا خجل مما بدر منه في حق نفسه وفى حق المجتمع .
امتد الأمر إلى أفراد الأسرة السكن والأمان فلم يعد سكنا ولا أمانا نجد اب يقتل ابنائه ويغتصب بناته وام تقتل ابنائها و تقبل بالفاحشة فى بناتها وعلى جانب آخر نجد ابن او بنت يقتل اب او ام ذاقوا المرار بأشكاله وألوانه لتربيتهم .
غير الجرائم المتكررة من ضرب و قطع اعضاء و ...و...و...
اظن ان كل تلك الأفعال الشيطان منها براء وما هي إلا هوى نفس
نعم هوى نفس ضعيفة حاقدة
هوى نفس تحول الي شيطان من نار يحرق الاخضر واليابس
يأمر بالمنكرات بلا ندم يفعل الموبقات بلا حياء .
لهذا نسأل شيطان الجن الي اي شيطان تركتنا ؟!
فحينما تسببت فى فراق و جرائم ورذائل كان يصاب الفاعل بالندم الشديد وقد يتحول اللوم الي جلد الذات والحزن والاكتئاب الشديد احيانا .
أما الآن وقد تركتنا لشياطين النفوس فاصبح كل فاسق يتباهي بفسقه يزهو بخطيئته يري فى نفسه بطلا اسطوريا لدرجة أنه لو عاد به الزمن لعاد لنفس فعلته دون لمحة حزن أو ندم مهما كلفه ذلك من عمر يقضي خلف القضبان وفى غيابات السجون أو حتي ينتهي به معلقا فى حبل مشنقة .
اري ان شيطان الجن قد تهذب ونأي بنفسه عن تلك الافاعيل .
وربما جلس في مقاعد المتفرجين ليتعلم مزيدا من الشر و الخبث من نفوس بعض البشر والتي لم ينفع فى إصلاحها وان زرعت فيها من الود سنين .
حين تركنا شيطان الجن قليل الحيلة والضعيف والذي وصفه الله جل وعلا فى كتابه بأن قال
" إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
تحكم شيطان النفس و أبدع فى الاذي وتفنن حتى سالت الدماء وضاعت الحقوق
اللهم طهر نفوسنا وردنا اليك ردا جميلا .