"مَعِيشَةً ضَنكًا" في متاهة الشيطان
كتبت - شيرين رأفت
يقول الله تعالى في سورة الاعراف من الاية ٢٧
{إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَـطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }
أي جعل الله الشياطين أولياء لمن لم يؤمن، ولكن الذي آمن لا يتخذه الشيطان وليًا.
ومن سورة النساء الاية ١١٩ ( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا )
أي : فقد خسر الدنيا والآخرة ، وتلك خسارة
لا جبر لها ولا استدراك لفائتها.
إذن من هنا نمسك طرف خيط البداية لتلك المتاهة، ونضع أيدينا على الأسباب لكل عجيب وغريب من سلوك للجنس البشري
الأول يبتعد الإنسان عن ذكر خالقه
( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )(اية ١٢٤ طه)
انظروا معي في معني ( مَعِيشَةً ضَنكًا) أي معيشة يملأها الشقاء، ضيّقة ضيقاً شديداً والضنك الضيق من كل شيء.
ثم ماذا يتبع هذا الضنك الشديد ضيق نفسي شديد فيقع حتما ولابد فريسة للمرض النفسي
إن لم ينتبه ويعود قبل فوات الأوان.
والأن أصبح في منطقة شائكة لن يستطيع التحرك إلى الوراء والعودة بمفردة فلابد أن
تمتد له يد العون من المتخصصين من الأطباء النفسيين الذين جعلهم الله خير معينا لتلك الحالات فيأخذ معك من العلاج والوقت ليعيدك إلى نفسك التي خرجت وأعرضت عنها.
ولكن للأسف الذي يحدث حاليا هو أن الإنسان غالبا لا يدرك المتاهة التى أغرق نفسه فيها فلا يعرف سبيل الخروج ولا من يمكنه مساعدته على ذلك فيسقط في جعبة الشيطان فريسة سهلة وينساق إليه حتى يصبح وليا له فحتما ولابد أن يخسر خسرانا مبينا .
لذلك على كل انسان أن يعي جيدا ويترقب حاله ووجوده في دائرة الإيمان والأمان حتى لا يخرج منها لمتاهة المرض النفسي ثم موالاة الشيطان .
