اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

يوميات شاعر 

 يوميات شاعر 





بقلم : عماد الدين محمد


فى صباح يوم جديد وكالعادة وبعد الطقوس اليومية خرجت من منزلي متوجهاً لعملي .


ومع زحام الطريق ووسائل المواصلات التي نعاني منها جميعاً فى ظل الزيادة السكانية المفرطة والتنقل من وسيلة نقل إلى آخرى حتى أتمكن من الوصول إلي مكان عملي .


لكني وبفضل الله أقدر والوقت وأغادر منزلي قبل مواعيد عملي بمدة طويلة حرصاً مني على مواعيد العمل وعلى حالتي النفسية فكلما

 تأخرنا عن أعمالنا كلما تغيرنا نفسياً .


وكالعادة  أبدأ رحلتي للعمل وداخل الوسيلة الأولى بقراءة القرآن الكريم وبعد ذلك أمارس عملي واتفقد شئون جريدتي .


المشهد الأول 


وبين كل ذلك وبينما أنا منهمك مع هاتفي سمعت صوت مرتفع يصرخ والصوت ليس بعيد هو صادر من إحدى السيدات التي تجلس أمامي مباشرة .


لم أكن أحتاج للتركيز لمعرفة سبب صوتها المرتفع فجميع ركاب الباص وصل لهم الحوار الذي تديره عبر هاتفها المحمول .


 " أسمع هاتبعت فلوس وتتكفل بنفقة أولادك وبكل مطالبهم  يا أما أنت عرفني .


وعلى فكرة أنا مش فارق معي حاجة هارفع دعوة خلع وأريح نفسي واوعي تفتكر أني هاسيب حق الأولاد "


كان هذا بعض من الحوار الذي لم أسمعه وحدي بل سمعه جميع ركاب الباص .


لقد وصل بنا الحال إلى هذا الحد من تخلي الرجال عن مسؤوليتهم تجاه أسرهم . 


ومن جانب آخر  وللأسف مشاكلنا الزوجية لم تكن لتبقي بين جدران منازلنا ومحيط الأسرة ولا بين جدران محكمة الأسرة فقط ولكن فى المواصلات العامة والطرق .


والعجيب أنها سيدة فى بداية العقد الخمسين من عمرها ، شيء محزن أن يصل بنا الحال من تدني أخلاقي وديني

حيال التخلي عن دور الأب الراعي للأسرة  ، ودور الأم فى الحفاظ على أسرار بيتها .


المشهد الثاني 


وصلت إلي محطة النزول وبيني وبين عملي دقائق أعبر خلالها نهر النيل وكنت أستمتع بمنظر النيل الجميل .


عندما قطع كل ذلك أصوات ضحكات عالية وصاخبة جداً بأسلوب يشبه تلك الضحكات التي نسمعها تصدر من أصحاب الرايات الحمر فى الأفلام القديمة .


نظرت  لمصدر الصوت لإجد ثلاث فتيات نزع الخجل من وجوههم .


المشاهد الثالث 


عند نزول سلم الكبري قابلتني فتاة بيدها سيجارة وتصدرت وجهتي ، برغم أن الجانب الآخر للسلم فارغ ولكنها أصرت وهمست بصوت يدل على عدم الإتزان جراء تناولها للمخدرات " وسع كده "


وعلى الفور لم أتمالك نفسي وكان لبد من الرد عليها بما قدرنا الله عليه ولكن مفعول المخدرات كان واضح عليها جداً 

من عدم إتزان وتركيز .


هذا اليوم يوم غير عادي وصباح يصيب الإنسان بالحسرة والندامة على ما وصلنا إليه من تدني أخلاقي وديني  وضياع  لشباب المستقبل إلا من رحم ربي


حفظ الله الوطن وشباب الوطن من كل فتن .

google-playkhamsatmostaqltradent