اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

رجل مع وقف المجاز

                   رجل مع وقف المجاز 

                 بقلم -  منال خليل



- كانت تجلس " ميساء " بأريحية تامة مع أفكارها، خرجت من نفسها لتنظر عن بعد  : 

 فأكتشفت أنها غيرت من شكل ملابسها وملامحها وحولت شعرها للاسود القصير 

لربما هروبا منه ومنها ... في زمن لربما الحب فيه اصبح رفاهية .. ويصبح فيه الأربع فصول شتاء بالقلب وإن الشوق وسع السماء لا نهايه له 

حينها تتمنى العيون ان تسكنها الأمطار و الأنهار حتى تخف الأعاصير التى تعصف بالصدر فتنهكه .

 أكتشفت ميساء بظلال غيابه،  انها مازالت تبحث عنه عفوا في تعبيرات كل الوجوه التي تعترض يومها، وتلتفت لحركة أتجاه الرياح و تترقب أمطار نهاية الشتاء .. لربما تأتي محملة بعبق رائحته أو إحدى رسائله تنبأ بلقاء ...

 شعرت  بأن شمس الصباح اصبحت أهدأ.. تتوسط السماء بحياء ممزوج بالحياة

 وانها تحدثه وهي تبحث عنه بين نجمات فضية  في مساء عليل لا يتخلله نسيم عطره المميز ..

وانها تبعثر وريقات الزهور الجافة التي أهداها إياها يوماً لعله ترك بصمة ما،  بين الزهرة

 والغصن وهو يزيل عنها اشواك الشوق ...

وعندما أُجهدت مابين انتظار و حنين دافئ بالصدر  ..

وما بين سماء معتمة باردةوطرقات أرض أصبحت غريبة غير مطروقة بالود ...

 أخذت ميساء  تسترجع قاموس العشق لتستعيد عبارات غزل منسية بهوامش العمر ... 

ووعود قد هجرها دون أن يلتفت، أحرف كلمات غريبة الشكل لا لغة لها وكأنها مجموعة من الطلاسم ... 

لمحته يقفز بين الصفحات وسطور الخيبة، يفر من كتاب العشق ...

   و يتسلل من بين اصابع نحيلة تحمل الكتاب لأسفل قدمين ترتدي حذاء اسود لامع وكعب رفيع .... 

ليختفي بين طيات الليل وكأنه لم يكن يوما ما 

 - فجأة أيقنت انه ليس هو من أحبته، 

بل قد أصبغت عليه من الصفات أجملها .... 

وانها ملت الحضور الباهِت القَلِق .. وإنه ليس بمختلف عن الآخرين ولكنه مخالف للمشاعر،  مضطرب النمط وعادي الروح، معتاد على أختلاف ذاته عن ذاته ...وانها لا تبحث عنه هو !! 

بل تبحث عن من احتل روحها منذ البدايات فأمتثلت .. فقد كان لا يعذبها الفراق بقدر ما يرهقها توارد الذكريات وأرق الحنين 

وجدت نفسها  تفتقد لأناقة العطاء وروح حنايا مشاعر مهجورة،

وتصبح  لبعض من شياكة الأفعال وصدق أروقة الوعد ....

هنا أكتشفت أن الطريق لايؤدى سوى إلى هاوية التردد والحرمان ... وإن الأرض رخوة تحت قدميها وهي من أعتادت أن تعدو إليه ... بل تسافر إليه دون أن يخطو هو إليها خطوة واعدة 

 وإن الكتاب ليس بكتاب عشق أو حب 

ولكنه قيد الحلم و لربما أضغاث أحلام يقظة

طوت ميساء صفحات الكتاب واعتدلت تضعه جانبا... 

على أن تسطر هي كتاب آخر بعنوان :

                "رجل مع وقف المجاز "

google-playkhamsatmostaqltradent