كن قارئاً أو كاتباً تكن مبدعاً
كتب _ صلاح الحوتي
في عصرنا هذا لايستطيع أحد أن ينكر دور وسائل التواصل الإجتماعي في التأثير على الفرد والمجتمع بكل الأشكال ولكن في الشرق الأوسط أو وطننا العربي بالأخص لايمتلك الأفراد ثقافة التعامل الأمثل مع هذه الوسائل ولايخفى على أحد الدور السلبي لهذه الوسائل في نقل عادات وثقافات دخيلة على مجتمعاتنا ولا تتناسب مع مرجعيتنا سواء الدينية أو المجتمعية وبينما أتصفح حسابي على الفيس بوك وأشاهد ماوصلنا إليه من تردي ثقافي وغياب للوعى
أرسل إليَّ أحد أصدقائي دعوة إلى مجموعة خاصة قام بإنشائها مع عدد من أصدقائه من بعض الدول العربية المختلفة فقبلت الدعوة عندما أعجبنى الإسم الذي اطلقوه علي مجموعتهم
" كن قارئاً أو كاتباً تكن مبدعاً "
ودخلت إلى تلك المجموعة ولا أخفي على أحد أن حينها تغيرت نظرتى لتطبيق الفيس بوك بأكمله
لأجد أن هؤلاء الشباب قاموا بعمل جماعي مفيد قلما نجده في واقعنا الحالي ووجدت أن هذه المجموعة تضم أكثر من نصف مليون مستخدم جميعهم من المهتمين بالثقافة والعلوم في شتى المجالات
هنا وجب عليَّ كصحفي وكأحد المهتمين بالثقافة والفنون أن أسلط الضوء على دور هذه المجموعة في نشر الوعي وإثراء الحياة الثقافية وإحياء التراث العربي وحينها تحدثت إلى صديقي وهو أحد مؤسسين هذه المجموعة لأتعرف أكثر على هذا المجتمع المغلق وأنغمس في داخل قصص هذه المجموعة والتعرف على إتجاهاتم وأفكارهم وطرق طرحهم وأساليبهم والموضوعات المهتمين بها
لأجد داخل هذه المجموعة الكثير من الشباب الموهبين في كافة المجالات وجدت مهندسين حاصلين على شهادات من أعرق جامعات العالم ومحامين وأطباء وأدباء وشعراء من فئات عمرية مختلفة من كافة أنحاء الوطن العربي وبعض أشهر الكتاب والأدباء المعاصرين ولايجمع بين كل هؤلاء سوى شغفهم وحبهم للثقافة وإيمانهم بضرورة تثقيف المجتمع ومحاولة القضاء على كل سلبيات مجتمعاتهم والتصدي لموجة التردي الثقافي المسيطرة على معظم أمتنا العربية
قديماً كنا نحن منارة للعلم ومعلمين لشتى شعوب الأرض وتبقى حضارتنا شاهدةً على ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
ومن أكثر ما لفت إنتباهي أثناء بحثي في خبايا وأسرار هذه المجموعة رفض القائمين عليها رفضاً تاماً الإنتفاع من هذه المجموعة إنتفاعاً مادياً بأي شكل من الأشكال وذلك رغم مايعانيه المجتمع الآن من حمى اللايكات ووباء جمع المتابعين بأي ثمن سواء عن طريق الحملات الإعلانية المدفوعة أو نشر أي منشورات دون المستوى أو موجهة بأى شكل من الأشكال رغم كثرة عدد أعضاء هذه المجموعة الذي يتعدى النصف مليون عضو
مما يؤكد صدق رسالة هؤلاء الشباب وأهمية دورهم الثقافي والمجتمعي
وهنا يجب علينا تسليط الضوء على هذه النماذج المشرفة وعلى دورهم الذي أعتقد أنه أهم من أدوار الكثيرين ممن يتصدورن الواجهة الذين خربوا حياتنا وثقافتنا سواء بكلمات أغانيهم الركيكة أو بنشر أفكارهم الهدامة التي لاتمثل مجتماعتنا ومورثاتنا الثقافية ودورنا الحضاري كشعوب أثرت في الوعي الإنساني على مدار التاريخ واخيراً وليس أخرا يجب على كل الشرفاء في هذه الأمة أن يقفوا بجانب هؤلاء الشباب وأن يدعموا الموهبين في شتى المجالات وأن يقصوا من الواجهة كل من مسخوا أفكارنا وطمثوا هويتنا كشعوب عربية ناطقة بلغة القرآن الكريم
ولا ينبغي أن ننسى أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي "إقرأ"
فالأمة التي يقرأ أبناؤها حتما سيأتى عليها يوماً وترتقي