ذِى القرنين
بقلم : دكتور إبراهيم خاطر
ذكر القرآن الكريم بعض القصص في القرآن لكي يأخذ منها الناس العبرة والعظة ومن هذه القصص ، قصة (ذِى القرنين )
وقد أختلف الناس في شخصية
ذِى القرنين وكان من أكثر الأشياء العجيبة والخطيرة في هذه النقطة أنهم قالوا أن ذِى القرنين هو الاسكندر المقدوني تلميذ أرسطو وهذا لايصح بأي حال من الناحية العلمية والدينية لأن القرآن الكريم ذكر قصته علي أنه عبد مؤمن صالح يساعد الناس ويحميهم من بطش الظالمين ، بينما كان الاسكندر غير مؤمن وأستاذه غير مؤمن .
وفوق ذلك أن الاسكندر المقدوني ظهر قبل بعثة سيدنا عيسي بأكثر من ثلاث مائة عام ، بينما ذى القرنين كان في زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام كما روي عن ابن عباس ، أي بين الأثنين أكثر من ألف عام ، بالإضافة إلي ذلك أن كثير من المؤرخين أثبتوا أن ذِى القرنين كان عربيا وقد ذكره العرب في كثير من أشعارهم ومنهم قس بن ساعدة الذي قال :
"والصعب ذِى القرنين أصبح ثاويا
بين ملاعب الارياح "
وقد ورد ذكره في شعر امرئ القيس وطرفة بن العبد ، بالإضافة إلي أن لفظة (ذِى) عربية وذِى القرنين من ألقاب ملوك اليمن ، بينما الاسكندر المقدوني يوناني مقدوني وكان يشرب الخمر حتي يسكر
وكانوا قد تآمروا عليه في نهاية حياته ومات مسموما، وفي النهاية ، نقول أنه لاعلاقة لذا القرنين بالاسكندر المقدوني
من قريب أو من بعيد فهما مختلفان في العقيدة والزمن واللغة والأصل .