رسالة لطبيب
بقلم / ابراهيم خاطر
زمايلنا دكاترة الامتياز والنواب , عاوزين يعرفوا , ياترى هيكونوا شاطرين , بعد اللي شافوه في الكلية وعاوزين يعرفوا ازاي يكونوا شاطرين ومن احسن الدكاتره, وانا اهقولهم بإذن الله,في اربع خطوات وهشرحلهم , اربع خطوات بس بإذن الله بالدليل والحجة الدينية والعلمية.
اولا-حدث نفسك بانك ستكون من افضل واحسن الاطباء ولا تشك في ذالك للحظة واحدة , ولاتقل ابدا انا اعرف نفسي وانا هكون دكتور عادي , وكلام من هذا القبيل ؛ لانه كلام خطير جدا لان البلاء موكل بالقول والمنطق , كما في الحديث الصحيح المعني ويؤكد هذا الحديث غيره من الاحاديث والاثار الاخرى , فغالبا اللي بتقوله بلسانك بيجيلك من نوعه واللي بتتخيله وتفكر فيه بيحصل ,وفي هذا الصدد يقول احد التابعين : أني لاجد نفسي تحدثني بالشىء فما يمنعني ان اتكلم به الا مخافة ان ابتلي به . ويقول عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن تشرف لها". وقال الشاعر العربي صالح بن عبدالقدوس:
لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ ... تخشى عواقبَها وكن ذا مَصْدقِ
واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ
فالصحة والسلامة في لسانك كما يُقال، برهان ذلك:
حديث ابن عباس: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ. فَقَالَ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إن شَاءَ اللَّه. فقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ؟! كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، كَيْمَا تُزِيرَهُ الْقُبُورَ! قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَنَعَمْ إِذًا»وقد أَخرجه الطبراني والدولابي، وَفِي آخِره: «أما إذا أبيت فهو كما تقول، وما قضى الله من أمر فهو كائن. قال: فما أمسى الرجل من غد إلا ميتًا»
ويقول ابن القيم:(رأيت كثير من المتمنين اصابتهم امانيهم او بعضها). فخللي بالك من كلامك وافكارك وتخيلاتك .
ثانيا :لا تتكلم ابدا او تعيب على احد الاطباء لانه غير ماهر لأن هّذا خطير جدا جدا , ويقول ابن مسعود :(لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلبًا)ويقول ابو موسى الاشعري(لو رأيت رجلًا يرضع شاة في الطريق فسخرت منه، خفت أن لا أموت حتى أرضعها).ويقول العرب في امثالهم "لا تسخر من شيء فيحور بك" أي يرجع عليك ويحل بك"ويعلق احد العلماء قائلا:فالكلمات التي تنطق بها لتعيب الآخرين وتذمهم وتسخر منهم، ثق بأنها سترتد إليك ويكون لها تأثير في جلب ما عبت به الناس إلى عالمك الخاص وإلى نفسك التي بين جنبيك. علماء النفس من جانبهم يرون أنه عندما يركز الشخص على تجربة شخص آخر ويتحدث عنها، فإن العقل الباطن يترجمها أنها طلب، أي أن الشخص يريد أن يعيش تجربة الشخص الآخر نفسه، وبذلك فهو يصنع واقعه بطريقة غير واعية. ولذا، فإن الصمت حكمة إن لم يكن الحديث خيرا، فسلامة المنطق من سداد الرأي وحسن اللفظ من كمال العقل.
ثالثا :اعلم انه قد تأتيك النعمة لانك تمنيتها لغيرك , فتمنى لغيرك الخير دائما وان يكونوا ماهرين . وصف نيتك فعلى نياتكم ترزقون , ويقول ربي " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا "
رابعا :الدعاء ونحن نعلم ان الرسول اخبرنا ان نسأل الله اعلى مكان في الجنة وليس الجنة , ان نسأله الفردوس الأعلى , والدنيا لاشيء بالنسبة للجنة ولا تساوي عند الله جناح بعوضة , فلا تسأل الله ان تكون افضل دكتور في بلدك ولكن اسأله ان تكون افضل دكتور في العالم كله "وما ذلك على الله بعزيز". فاجعل النجوم نصب عينيك فإن لم تحصل عليها , ستحصل على القمر.
وهكذا طريق النجاح : ضبط الافكار واللسان والنية الخالصة والتوكل عليه والعمل بجد واجتهاد , وثق في الكريم.