ثورة فلاحين بقصر ثقافة بلبيس
حكاية ورؤية ومشاعر إنسانية
صلاح الحوتى
العرض المسرحي "ثورة فلاحين"
لفرقه قصر ثقافة بلبيس المسرحية
تأليف الكاتب الأسباني لوب دي فيجا
ترجمة د. حسين مؤنس
معالجة درامية خالد حسونة
الأشعار فوزي إبراهيم
ألحان وموسيقي وغناء الموسيقار رجب الشاذلى، سينوغرافيا القدير أ.د. نبيل الحلوجي
إخراج : السيد الدميري
عرض ثورة فلاحين
حالة فنية فريدة تذكرك بأفلام السينما المصرية التي أظهرت كيف كان الإنسان الفقير يعيش تحت أمر الظالم في صور عديدة تحمل في طياتها النفوز والسلطة والمال والعدد والُعدة
فهذا العمل الدرامي يحمل لنا فكرة ورسالة داخل حدوتة يجسدها عمدة كفر المغازية
صاحب القرية وجيشه العتيد الذي لايعرف الرحمة وغايته هي السهر على راحة العمدة وليس أهل البلد فنرى العمدة مريض بحب فتيات القرية وملازه هو الإنتقام بشتى الطرق برعاية شيخ البلد فهو رأس الثعبان المدبر ومن يعترضه يجول عليه بسطوته ويحاول إزلاله فكان للظلم معنى واضح والجريمة إنسانية مع سبق الإصرار والترصد في هذه القرية فكلما ياتي الفرح والسعادة لأحد لا تكتمل الزيجة وتنطفئ الأنوار
عندما شاهدنا الأب التي أخطتفت إبنته يوم زفافها أمام زوجها وأهل البلد وعادت من بيت الطاغى عمدة البلد بعد أن هتك عرضها وصفع والدها على وجهه لرفضه الظلم ومحاولته إنقاذ إبنته التعيسة ..... واستمرار الطاغي بأفعاله القاسية
حتى تتحول الدراما ضد الظالم لنصرة المظلوم بتدخل الأم المنكسرة صاحبة الحق والتي أجبرتها الدراما لتصدي المشهد هي وإبنها العائد ليخلص أهل البلد من هذا الشقاء بعد أن ظلمت أمه بالأمس علي يد والد العمدة الطاغية فكانت فالماضي صبية تفوق الجمال وغرر بها العمدة السابق وتركها حامل في طفل وتخلى عنها بمنتهى الدونية فهربت من البلد خوفاً من الفضيحة
والعمدة السابق كان يزرع الظلم حتى يحصده اليوم ولده وورث منه هذه الأفعال المجرمة
ونهاية العمل الدرامى بعد تحقيق أيات الظلم والصبر يجئ المخلص العائد حتى يصحح قانون الحياة ويرجع الحق ويقيم الحد ويعود العدل
بالثأر من العمدة ضرباً بالرصاص على مسمع ومرئى الجميع في مواجهة كبيرة وشكلاً بارعاً في توصيل الرسالة بعد إكتشاف الحقيقة بأن الولد العائد هو أخ شرعي للعمدة الظالم بعد إطلاق الرصاص عليه أمام الجميع وتخلى أعوانه عنه
وتظل النهاية في أغرب حالاتها ومن هنا تحل العقدة بموت الظالم ورحيل رعاة الظلم وتظل حكاية يرويها الجميع للأحفاد جيلاً بعد جيل وقد كان.