رسالة إلى صديقي ....
بقلم - صلاح الحوتي
إلى من كنت أظنه صديقي ..تحية دون عتاب من اجل لحظات قد كنت اظنها جميلة
عشتها بجوارك معصوب العينين بعالم كنت فيه أخا لى ..
نتشارك النظر الى مرآة لنطل بها على دنيانا سوياً ..
أراك واقفاً خلف ظهرى شامخاً ؛ واحياناً ناصحاً وكثيراً ماكنت معلماً .
ظلالُ كثيرة عكستها مرآتي لشخصيات وادوار لعبتها في حياتي .
وكنت اظنها عظيمةُ .
الى ان دار الزمان دورته الأبدية .
ووجدت نفسي وحيداً امام مرآة انهك صفاؤها مرور الأيام
وخلفت السنين بها شروخ وتجاعيد العمر الذي مضى ـ مرآة غيرت الخبرات انعكاس الأشخاص بها
وجعلت صورهم اكثر وضوحاً ونظرتي اليهم اكثر عمقاً.
وحين تعمقت في صورك المخبأة في طيات ذاكرتي
" رأيتك " كثيراً ماكنت ضاحكاً بخبث ومستهزئا بمعاناتي.
واحياناً أخرى لامبالياً حين تحاصرني براثن مأساتي .
وعابثاً مقتضباً حين تمر سهواً على شفتي مراسم الضحكاتِ.
فهربت باحثاً عن طريق يقودني لمرآة أخرى تطل على عالم يشبهني.
او سبيلا للتخلص من ندوب وجراح خلفتها أعوام من الصدق بعالم
يزدهر بالأكاذيب ويرى الحقيقة كأعظم السلبيات.
رأيت كالعالم كما لم تبصره عيناي من قبل .
شمسه حمراء تصبغ سماؤه بسواد قاتم وتحجب عن ارضه اي شعاع من أمل
عالم نهاره لا يشبهني
حرارته تعكس لهيباً يحرق الأرواح
تفوح من ارضه رائحة الحقد وتكون الصداقة به محض خيال
ولكن رغم كل هذا لم احقد يوماً او اكره احداً ممن طعنوني من الخلف
لانهم اخبروني دون قصد انني في المقدمة
اما انت : اعدك بانك لن تسقط مجدداً
لانك فى القاع بالفعل واعدك قريباً
سوف تفهم الحياة جيداً ..ستعلم زيف الاشخاص ..
ستدرك مدى سذاجتك ..ستصرخ يوماً
"الكل باطل"