recent
أخبار ساخنة

عِلمٌ أصبح مستباحا للعامة !

 عِلمٌ أصبح مستباحا للعامة !





كتب -  أحمد عادل الحديدى



مُنذ قديم الأزل نعلم أن التطور بمفهومه الشامل عامود  من أعمدة إستمرار الحياة. 

فكيف لنا مخالفة قواعد و نواميس الكون ! وبدلا من التطور الرجوع بعقارب الساعة للخلف!


لقد أكتسب الإنسان المعرفة والعلم بفضل طبيعته الفضولية وحبه للإستكشاف و التجربه و قدرته على التدوين والتسجيل والحفظ. 


وبتراكم الخبرات والتجارب جيلاً بعد جيل  نلمس التطور في كل شئ ككرة الثلج تبدأ صغيرة ومع الإستمرار في التدحرج تزداد سرعتها و تكتسب ثلجا جديداً يُضاعف حجمها. 


وكأحد أهم الأمثلة على ذلك وأكثرها أهمية للإنسان هى العلوم و تطورها فأصبح بداخل كل علم أكثر من تَخصص فرعى ويوماً بعد يوم يتم إستحداث تخصصات جديده فهنا أصبح واضحاً جلياً أن التخصص سمة من سمات التطور  فعلى سبيل المثال هل يمكن لمهندس أن يقوم بعملية جراحية ؟! أو طبيب يقوم بتخطيط مدينة؟! أو محامي يقوم بمهمة علمية في الفضاء؟! بل هل يُمكن لطبيب جلدية علاج مريض قلب ؟! أو يُمكن لمهندس معماري تشغيل محطة كهرباء ؟! فلماذا نُريد إعادة عقارب الساعة للخلف ؟! 


 أتحدث هنا على علمِ أصبح مستباحاً للعامة دون المختصين وهو العلم الشرعي بما فيه من أفرع تندرج تحته كالعقيدة والفقه و التفسير والحديث .


نتحدث عن علم به عُلماء ومُختصين بكل فرع من فروعه درسوه ليالٍ وسنوات علماً كشّتى أنواع العُلوم يتطور بمرور الزمان جيلاً بعد جيل  علماً يُدرس في جامعات وكليات مُتخصصه في شتى أنحاء العالم به باحثين وأساتذه وطلاب ودرجات علمية . لكنه أصبح العلم الوحيد المُستباح من كل الفئات بدلاً من إقتصاره على المُختصين والباحثين فيه كشتى أنواع العلوم فاصبح كل يدلى بدلوه فيه ويفتى فتواه  ونتيجه هذه الإستباحة وصلنا لما نحن فيه من وجود فرق وتيارات متشددة ناهينا عن الصورة المشوهة التي يتم تصديرها عن الدين الإسلامي الحنيف عند الغرب  وإزداد الوضع سوءاً بعد ظهور غير المتخصصين ومُدعي العلم على القنوات الفضائية الغير خاضعة للرقابة والتي تُبث من دول تنتهج سياسات معادية لنا بدلاً من ظهور المتخصصين والعلماء. أما الإفتاء أصبح متاحاً بدون ضوابط أو معايير لمن يقوم بالإفتاء  فأصبحنا نجد من يكّفر ويدعوا للإرهاب والتطرف و إراقة الدماء وتحريم ما أحل الله وهذا جُرم عظيم وإفتراء على الله عز وجل  وأستشهد هنا بالأية الكريمة من سوره النحل قال الله عز وجل -: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116]


فنحن نتحدث هنا عن مسؤولية جسيمة تقع على عاتق كل من يُفتى و يتحدث في أمور الدين والشرع مسؤلية عظيمة أمام الله تعالى فإلى متى يستمر هذا العبث والفوضى في أمر من أهم الأمور القائم عليها المجتمع بل والإنسانية ؟


يجب أن تقوم المؤسسات الدينية وعُلمائها في شتى ربوع العالم الإسلامي بأدوارهم ومسؤلياتهم أمام الله في سّد هذا الفراغ الذى نحن فيه ،حيث أن الوعي بصحيح الدين هو الحل الوحيد لـلَفظ هذه المُمارسات وهذه الأفكار حيث أننا في عصر يصعُب فيه منع هذه الابواق من النعيق في آذاننا ولكن الحل في وعيٍ ومعرفةٍ بصحيح الدين يُجبر المشاهد أو المستمع بالعزوف عن هذه الأبواق النتنة التي تبث الأفكار السامة والمتطرفة إلى غير ذلك نحن بحاجة ماسة  لتجديد الخطاب الدينى كما نادى السيد الرئيس أكثر من مره وتنقيح كتب التراث وتوضيح أي لغط أُثير من قبل في مُحاولة لحل مشكلة أزليه تم تركها عقودا دون حلاً أو تدخل حتى تفاقمت ووصلنا لما نحن فيه حتى نتمكن من إنقاذ مايمكننا إنقاذه .

google-playkhamsatmostaqltradentX