ظاهرة الديجافو (Deja-Vu ) اواعتقاد الرؤية المسبقة
بقلم / ايهاب لطفى الشرقاوي
قد نذهب الى مكان ما لأول مرة وعند دخولنا نشعر بأننا ذهبنا اليه من قبل أو نتذكر بأننا كنا هنا من قبل وكذلك عند رؤيتنا لأشخاص من المفترض اننا نراهم لاول مرة ولكن نشعر باننا قد رايناهم قبل ذلك او التعرض لموقف ما لأول مرة ولكن نشعر ايضا باننا قد تعرضنا له من قبل وهو شعور لحظي لا يتعدى الثانية ولكنه يترك الحيرة فى النفس وهذا يعطينا شعورا بالغرابة والدهشة والرهبة ايضا او كما سماه عالم النفس المشهور فرويد بالامر الخارق كتجربة سابقة عشناها او زارتنا فى احلامنا ولكن للاسف ان بعض الحالات ثبتت بان فعلا ما نشعر بانه كان موقفا سابقا قد كان حقيقة وحصل فى الماضي ولكنها تعاد ونعيشها الان.
وكان اول من لفت الانتباه الى هذه الظاهرة هو العالم اميل بويرك في كتابه مستقبل علم النفس وتسمى ظاهرة اعتقاد الرؤية المسبقة او وهم الرؤية المسبقة او بالفرنسية Deja- Vu ) ( كا هو شائع استخدامها وهي تطلق على المواقف التى يشعر الانسان بانه عاشها من قبل او رآها من قبل او على اي موقف من المواقف التي يتعرض لها لاول مرة ولكنه يشعر بانه عاشها من قبل وقد اثبتت الدراسات بان ظاهرة الديجافو هذه يمر بها حوالي ثلثى عدد البشر وتحدث هذه الظاهرة من عمر 8 سنوات وتزداد مع العمر وتظل ذروتها فى فترة العشرينات وتقل بعد ذلك خاصة مع وصول سن الانسان الى 60 او 70 عاما وهذه الظاهرة ليست غريبة او ظاهرة مرضية ولكنها تحدث لعدد كبير من الاشخاص بدون اي سبب وقد احتار العلماء والاطباء فى تفسير هذه الظاهرة ففي الماضي قد ربط العلماء بين هذه الظاهرة بشكل كبير ومرض الصرع وان مرضى الصرع هم اكثر احتمالية بالمرور بهذه الظاهرة وهذه التجربة كما وجد بان هناك ادوية معينة قد تساعد على تنشيط هذه الظاهرة لدى الانسان وقد ربط علماء اخرون بين ظاهرة الديجافو وبعض الامراض النفسية مثل انفصام الشخصية والقلق ولكنهم فشلوا فى الربط بينهم في حين
وجدواعلاقة قوية نوعا ما بين هذه الظاهرة ( الديجافو ) ومرض صدع الفص الدماغى وقد قاد ذلك العلماء الى ان هذه الظاهرة هي نتاج لخلل فى تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ ولكن ايضا تحدث هذه الظاهرة لاشخاص لا يعانون من اي امراض سواء كانت امراضا نفسية او صحية او عضوية وقد فسر العلماء حدوث هذه الظاهره لبعض الاسباب نذكر منها الاتى:-
- بعض الاماكن او الاشخاص او حتى المواقف التي يمر بها الانسان قد تكون شبيهة بالماضي باماكنه او اشخاصه او مواقفه مما يؤدي الى تحريك بعض المشاعر التي تذكرنا بحوادث سابقة حدثت لنا في الماضي وقد تؤثر على الاحداث الجديدة والتى بدورها تؤدى الى شعورنا باننا قد راينا هذه الاماكن او الاشخاص من قبل او مررنا بهذا الموقف سابقا.
- تفسير اخر يتعلق بالحواس من سمع ولمس وخاصة حاسة النظر وقد فسر بعض العلماء ذلك بان احدى العينين سجلت رؤية المكان او الانسان او الموقف قبل العين الاخرى وبالتالي و بعد لحظات قصيرة جدا تقع الرؤية كاملة يخيل لنا باننا نعرف هذا المكان من قبل او راينا هذا الشخص او كذلك عشنا هذا الموقف سابقا ولكن من عيوب هذا التفسير انه لا يقدم دليلا على تداخل الحواس الاخرى كالسمع واللمس كأن نحس باننا سمعنا هذا من قبل وكذلك ان هذه الظاهرة قد حدثت لاشخاص يرون بعين واحدة فقط.
- شذوذ الذاكرة وهو التفسير العلمي الاكثر دقة لتفسير هذه الظاهرة ويظهر شذوذ الذاكرة حينما تعطي الذاكرة مشاعر خاطئة تقول للمخ باننا عشنا هذا الموقف من قبل او راينا هذا الشخص او هذا المكان من قبل ايضا ولكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف السابق مثل ( اين - متى – كيف؟؟ ) وان الشخص يستطيع استرجاع بعض التفاصيل المشوشة فى الحادثة الجديدة ولكن من المستحيل استرجاع بعض التفاصيل فى الحالة التي كانت في ذهنهم وقت وقوع هذه الظاهرة وقد يكون ذلك بسبب تشابك في الاعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
وعموما لهذه الظاهره انواع متعددة مثل رايته من قبل او زرته من قبل او لمسته من قبل وظاهرة قد زرته من قبل هذه هي من اغرب الحالات واندرها. ولكن عموما عند حدوث اي من هذه الظواهر لاى شخص من الاشخاص فهذا ليس معناه انه انسان مريض او يعاني من اي مرض نفسي ولكنها حالة تحدث بدون تفسير كما ذكرت سابقا وتحدث لوهلة او للحظة بسيطه جدا ثم تختفي ولكن نحن من نعطيها اكبر من حجمها بسبب تفكيرنا الزائد فيها لمعرفة كيف حدثت او متى حدثت اواين حدثت وكذلك ايضا مثل نسياننا لكلمة او جملة معينة عند الحديث مع اي شخص اخر ونظل نركز فيها وندور حولها حتى نستطيع تذكرها مرة اخرى وتسمى هذه الظاهر على طرف اللسان. فكل هذه الظواهر طبيعية وتحدث لجميع البشر سواء كانوا بشر اسوياء لا يعانون اي من الامراض سواء كانت نفسية او صحية او عضويةاو بشر يعانون من امراض سواء كانت نفسية او عضوية مع الذكر بان هذه الامراض ليس لها تاثير واضح وصريح على هذه الظاهرة وان ما يحدث لهم هذه الظواهر فهم اشخاص طبيعيون ولا يعانون من اى مرض نفسي.