من عادات الشعب المغربي في رمضان
بقلم/ الصباحى عطيه
للشعب المغربي الشقيق الكثير من العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم
رمضان في المغرب .. تقاليد أصيلة وطقوس روحانية جميلة وخصوصية متميزة، حيث تتسم لياليه بأجواء عامرة بالإيمان، وهو ما يتجلى في امتلاء المساجد بالمتعبدين كبارا وصغارا، غير أن المظاهر الرمضانية المغربية لا تقتصر على المساجد فقط، فما يجري من أحداث وفعاليات في الشوارع يجعل من يعيش في المغرب أو الزائر يشعر بقيمة رمضان وتميزه عن باقي الأشهر.
وعادة ما يغادر الناس منازلهم للانتشاء بسماع ابتهالات رمضانية تؤدى طوال الليل بأصوات شجية تجعل المستمع يتمتع دون أن يشعر بالوقت وهو يمر سريعا، ومنهم من يتجه للمقاهي المنتشرة في شوارع المدن الرئيسية يتناولون القهوة والشاي الأخضر، ويعوضون عن صوم النهار بالسهر للمناقشة والسمر.
أما ليالي رمضان فتتحول إلى نهار، فحافلات النقل تظل تعمل حتى وقت متأخر من الليل قريب من وقت السحور، فيما تقام الحفلات والسهرات العامة في الشوارع التي تبقى مضاءة طالما ظلت حركة الناس متواصلة لا تهدأ حتى مطلع الفجر.
ويمثل شهر رمضان في المغرب فرصة للذين يعانون البطالة كي يخرجوا منها ولو بشكل مؤقت أو موسمي، فتظهر وظائف رمضانية مثل بيع السلع التي يهتم بها الناس في هذا الشهر الكريم، ورغم أن هذه الوظائف تظهر في مناسبات أخرى كالمولد النبوي والأعياد إلا أن طول شهر رمضان يوفر لصاحبها دخلا معقولا، كما أن البعض الآخر يترك مهنته الدائمة ليعمل في مهن رمضانية توفر له دخلا أفضل ولو لمدة شهر واحد.
وهكذا تتحول شوارع المدن الكبيرة والصغيرة والأحياء إلى أسواق تعرض منتجاتها على قارعة الطريق، فهناك بائعات الحلوى والخبز، وهناك مجموعات من الطبَّالين والمدَّاحين، والمُقرئين ومروضي القرود وباعة الأعشاب الطبية.
في هذا الشهر الكريم، تتجدد طقوس روحانية وتقاليد مؤثرة تستمد معالمها من روح التراث الشعبي المحلي، فالنفار وهو رجل يحمل طبلا بلديا قديما أو مزمارا ينادي الناس استعداداً للسحور، عنصرا أساسيا في معادلة أعراف المجتمع لا يفارق الأزقة والدروب والسكان،
وآلة الغيطة على الخصوص يُضفي العزف عليها مسحة صوفية وطابعا شعائريا يستحضر خلاله الإنسان كينونته، هذا بالإضافة إلى حميمية الجلسات التي تجمع العائلات والأصدقاء على موائد الإفطار، فرمضان في المغرب فرصة للتسامح والتزاور.