إني أحبها
بقلم: أمير محمد رشاد
يا ترى لو سألتك أنت بتحب؟! هتقولي ايه؟ هتقولي أنك فعلا بتحب، لأن في الحقيقة الإنسان ميقدرش يعيش من غير حب.
بس تعالى نفكر هو احنا بنحب بجد، يعني كل اللي فات ده كان حب صادق ولا كلام وخلاص، طول ما الحب ده متعلق بالله يبقى أنت فعلا بتحب.
ابن القيم رحمه الله تعالى بيقول:
والمحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.
عجيب هذا الكلام بإختصار كما أن الطعام غذاء البطون؛ فإن المحبة غذاء القلوب.
واللغة العربية تصف لنا وصفا دقيقا بديعا... فقال علماؤها: تراهم أعطوا الحب حركة الضم التي هي من أشد الحركات وأقواها، مطابقة لشدة حركة مسماه وقوتها، وأعطوا الحب -وهو المحبوب حركة الكسر لخفتها عن الضمة، وخفة المحبوب، وخقة ذكره على قلوبهم وألسنتهم.
انظر لحالك حين تحب بصدق ترى نفسك سابحا في ذكر من تحب، دائما تذكره، تردد اسمه في كل مكان لأنك أحببته.
ثم تعالوا بنا لنرى محبة الأنبياء لربهم فتجد أن من دعاء نبي الله داود أنه كان يقول: اللهم إني اسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد.
عارف لو حبيت ربنا بجد، وصدقت المحبة بذلك أنت ستحب نفسك، وستحب من حولك لأنك تحب الله.
ترى أن حال الأحبة يدعون أن يكون حب الله أحب إليهم من أنفسهم، وأهليهم، وأضف لذلك من الماء البارد.
تخيل تكون في ظمأ شديد وأمامك ماء بارد فهو في هذه الحالة يكون محبب جدا إليك، الله أحب إلى المحبين من هذا الماء.
وما أجمل موقف كلثوم بن الهدم الذي استخلفه النبي على سرية من السرايا، وكان يصلي بهم إمام فبعد أن ينتهي من قراءته للفاتحة وسورة أخرى يقرأ سورة الإخلاص فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إني أحبها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخبروه أن الله يحبه)).
لو فعلا بتحب بجد هتفعل المستحيل، وعمر ما ذكر اللي بتحبه هيغيب عنك، ولكن مهم جدا أن يكون هذا الحب لله ولرسوله ولدينه أولا، ثم لأهلك، ثم لزوجك وأبنائك، ثم لعملك، ثم لأصحابك.
انشروا الحب يعم السلام، ولا تقطعوا الحب فتعم الآلام.