ما خلف الابتسامة
بقلم: أمير محمد رشاد
تعالوا بنا نبحث عن الذي يتخبأ وراء ابتساماتنا!
فلان هذا إذا جلست معه لم ينقطع عن الضحك تراه سر ابتسامة الجميع.
وفلانة هذه أينما وجدت وجدت الابتسامة.
فما السر وراء ابتساماتهم الدائمة التي لا تغيب عن وجوههم؟
أتراهم سعداء حقا؟!
أم أنهم يهربون من واقعهم؟!
اليوم جئت أخبركم عنهم
الحقيقة أنهم الاثنين السعيد حقا، والهارب من الواقع.
أما السعيد حقا
فهو ذلك الذي فهم الحياة، مر بتجارب كثيرة، علم أن الحياة لا قيمة منها إلا في الرضا، رضي بكل تفاصيل الحياة واطمأن بما قسمه الله له، علم أن عمره مكتوب، ورزقه معلوم، وأنفاسه محسوبة؛ فرضي بذلك؛ فأصبح سعيدا حقا.
وأما الهارب من الواقع
فهذا أنا وأنت وجميعنا
حين يمتلئ صدرنا بالوجع، ونشعر بالكسر الشديد بداخلنا، ويظهر الدمع على أعيننا، هنا فقط يعلو صوت الضحكات ليخبر الجميع أن كبريائنا لازال فينا لم ولن يذهب.
حين نأتي لنعاتب ونتذكر أنه لا جدوى من العتاب حينها تعلو صوت الضحكات.
حين نتذكر ذكريات ألييييمة مرت بنا نريد أن نقول أننا قد نسيناها ولكننا ما نسيناها حينها تعلو صوت الضحكات.
حين نهرب من واقعنا إلى خيالنا، ونفر من أحزاننا إلى سعادة ظاهرة حينها تعلو صوت الضحكات.
فما يكمن خلف الابتسامة حياة، مواقف كثيرة لا نقوى على البوح بها حينها نعلن بكل قوة أننا سعداء وترتسم على وجوهنا الابتسامة.