الأبيض الخالي
بقلم : منال خليل
- قد تكون الذاكرة الضعيفة إحدى أسباب السعادة.
عند غفوتى حلمت بشعور ما.. تمنيت فيه أن أتوسْد قلبك اليوم قليلاً .. تستريح رأسك على ركبتي .
ولكني شاهدتك مبتعداً تمتطي ثوب الأنانية فوق الأمواج والغيوم والسحابات
أستيقظت خفيفة مُترجلة عن الشعور بذنب وجوب الأعتذار عما لم أفعله .
وسعدت بذاكرة خالية من مساحيق تجميل أوزار الحنين .
- عندما ألتفت بمقعدي لليسار بأتجاه القلب، أفتش عنك في ذاكرتي قليلاً أجدها أصبحت خاوية من تفاصيلك وملامحك نبرة صوتك، كلماتك وعباراتك الدارجة
أو حتى المصطنعة بوقت محاولاتك أستقطابي لارضاء توجهاتك ... لا أجد سوى فراغ هاااادئ راضى مستقر وكأنك تلاشيت ... لربما نحظى يوماً بلقاء لا زمان فيه ولا فراق مشروط .
- أحياناً ألمح بعض من ذكريات مختبأة وحيدة هاربة .. كسترة سوداء قد ساعدتني يوماً على إرتداءها ربما عفوا، لأنك لست بهذه الأناقة بالتصرفات ..
عيناي تتذكر رغماً عنى لون زهور غير معتادة ،
وعيد يوم ألتقينا ولكنها ذكرى خالية من الطقوس ...
رداء أرتديته بلقاء غائب أحببت فيه إنه كان يكشف ما خلف عيونك من مشاعر ، أكثر مما يكشف هو ما يظهر من براءة جسدي ......
أحاول جاهدة أن أقرأ واستعيد ما سردته في وصف حبك .. فأجدك في
" مساحة الأبيض الخالي من صفحات كتابي "
- فقط مزيج من التعاسات، وإخفاقي مع ذاكرتي فيما يخصك وحدك
ولكن أجدني حاضرة وحدي بأعماق ذاتي
روحي تتوهج من جديد، وكأنما كنت أرتضيت من الأماني نجمة خاوية
و شاء ربى أن يهديني القمر، في اكتماله واشراق طريق واضح ملء الكون دونك .
- أثناء إحدى قراءاتي مع فنجان قهوة وحيد وجدت مقوله لديستوفسكي دونتها بقلم رصاص عالهامش يقول فيها
" آلمتني إيلاماً فيه من الوعي والعمد ما يجعلني لا أستطيع أن أغفر لك"
فلربما عقلي أحتفظ بك في قاع جمجمتي مع بعض من الكراكيب وهدايا الذكريات عن غير عمد .
- وهاهي نيران المدفأة مشتعلة مع ما أعشق من موسيقى الحياة بنهاية فصل شتاء متواضع مضى على استحياء ...
وها أنا ذا بقميصي الأبيض الحريري المُتحرر منك،
شعري منثور يلمع ببريق كبرياء كليل واضح على كَتِف رقيق مشاغب ..كم استندت انت عليه يوما ، لعبت انا فيه دور الأم لأبن، يُجيد اللعب وتحطيم لعباته لكنه عاق ...
كلما ضممته تَمرَدا .