الدنيا سلف ودين
بقلم : أيمن شرف الدين
دائما وأبدا حزب الشر يسعى باذلا أقصى مافي جهده لإفراغ مافي جعبته من سهام الأذى والضر، ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئ إلا بإذن الله ، فصافح يده مع نفسه الأمارة بالسوء ،وجنح هواه مع ما رغب فيه مشتهاه ، ونسي تماما أن ماوقع من خير أو شر إنما هو بقدر الله ، وأن ماتحقق من مساعيه الضارة ماهو إلا تنفيذ لمقدور الله في عباده .
ربما يصافحك القدر في ترتيب مؤذ أعددته لإلحاق الأذى بالآخرين ، فتسعد نفسك شماتة وتذهب نفسك تارات لاحسرات ، فرحة بما أنجزته من مجرور مصيبة على خلق الله ، متناسيا أنك مراقب بكاميرات السماء التي لاتغفل ثانية ولا تنام ، وأن خطواتك بل أنفاسك محصورة في سجل معدود ، كل صفحة فيه سترد صفعة على جبينك وصفحة وجهك التي غادرت الحياء ، وصارت موئلا للبلاء .
إن المدبر لجلب سوء على خلق الله قد حرم نفسه من مظلة غفران الله ، وأقحم نفسه في مصيبة ، الله وحده أعلم بمداها ، لأن كرب الدنيا مهما عظم فهو إلى زوال ، أما خطب الآخرة فإنه يتحول إلى أهوال .
وفي خطوة منا لتقييم المشهد ، نجد إنسانا تعاون مع الشر بعقد اتفاق آثم لإدخال بهجة زائفة على نفسه ، مقابل إطلالة حزن زائلة على طرف آخر ، اعلم أيها
المذنب أن نفسك الآثمة لن تبرح مكانها إلى ساحة العفو إلا بغفران
ممن جنيت عليه ، أيهما أشد ألما يوم القيامة ، ماتراه النفس زائلا أم ماتحمله أطنانا فوق كاهلك ؟
اعقلها ودع الشر جانبا ، واركن إلى فعل خير يفدك في الآخرة ، يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
