أمي أذوب فيها عشقا
بقلم : أشرف عمر
أمي أذوب فيها عشقا وأتنفسها فهي تتخلل كل أعماقي وكياني وجسدي وروحي وانفاسي ، ولما لا وهي التي ولدتني بعد رحلة من الألم والأنين ، وهي التي سهرت من أجل أرضاعي ومراقبة أحوالي الصحية ومساعدتي في قضاء حاجتي وأنا العاجز في سنوات الطفولة،
ولما لا أذوب فيها عشقا وهي من سهرت الليالي من أجلي للدعاء لي ومن أجل التفكير في اسعادي وهي عاجزة لا تملك من أمرها شيء سوى الدعاء، لما لا أذوب فيها عشقا وهي من حرمت نفسها من الطعام من أجل إطعامنا أنا وأشقائي وتحملت عنا هموم الحياة وضغوطها الصعبة، لما لا أذوب فيها عشقا وهي الجسد الذي حرم نفسه من ملذات الدنيا ومن الاستمتاع بحياتهاوجسدها من أجل إسعادي وإسعاد اشقائي بعد وفاة أبي، لما لا أذوب فيها عشقا وهي التي لم تتوانى لحظة في تقديم ما لديها من تضحية ودفاع عن أبنائها
انها أمي روحي وعقلي وقلبي وكياني وجسدي ومشاعري وحبي الوحيد الذي احبه واقدسه واعشقة ، انها امي التي عاشت معنا اصعب ايامها وكافحت وحرمت نفسها كثيرا من اجل تربيتنا، هي امي التي منع الله بسببها عني شرور الدنيا واشرارها ، وهي التي ستدخلني الجنة وسيرحمني ربي بدعائها ورضاها علينا، انها امي الشابة العفية الجميلة التي ظهر عليها تعب السنين من اجلي ومن أجل أشقائي ، أني أحبك يا أمي حبا بحجم السماء والجبال والبحور والأرض ولم أحب أحدا غيرك ولم اهتم بامرأة مثلما اهتممت بامي لأنها الحبيبة والصديقة والزميلة والونيس والحب الخالص العفيف الطاهر هي الحضن الجميل الدافيء الخالص لوجه الله ، لذلك أعلنها صراحة ودون خجل أنني ما أحببت امرأة في هذه الدنيا وعشقت احدا مثلما أحببتك يا أمي وأذوب فيكِ عشقا وارى في حضنك ونفسك ورائحة جسدك وتقبيل أقدامك أفضل حب في الوجود وقمة العطاء العاطفي، أنها الأم التي ينبغي أن نتعلم أن نحافظ عليها ونقدرها ونحترمها ونحبها و أن نكون لها خدما بعد أن قامت بتربيتنا وضحت من أجلنا الكثير وحرمت نفسها متاع الدنيا، الام هي الملاذ الآمن من تعب الحياة وهمومها ولا تحتاج منا سوى الكلمة الطيبة والرحمة والصبر مثلما صبرت علينا ، الام هي الضيفه في بيوتنا التي تنتظرالسفر الى لقاء ربها وقد اوصانا رب العزة باكرامها كضيف في قوله تعالى (إمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) اطال الله في اعمار الامهات وحفظهن وجعلهن لنا سندا ونورا في بيوتنا ، ورحم الله من ماتت منهن ولا تنسوهن بالدعاء والصدقة الجارية فانهن يستحقن منا الكثير وليعلم القاريء انه السلف والدين الحقيقي دين الاباء وما قدمتم لهم.