اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

لغتي مدينة للعصر الجاهلي بالعرفان

 لغتي مدينة للعصر الجاهلي بالعرفان




بقلم ، أيمن شرف الدين


شكرا للعصر الجاهلي ورجاله الذين جعلوا اللغة العربية كعبة تهوى إليها أفئدتهم وعقولهم ، فاتخذوها مقصدا لشغاف قلوبهم ، ومرآة يرون من خلالها أنفسهم ، فيمنوا أيديهم للاغتراف من أسرارها التي لاتنضب ، ويمموا وجوههم نحو بحورها التي لاتعطب ، وبسبب عشقهم لها لم تر عيونهم لغة أخرى جديرة بالمنافسة لها ، فأفردوها اعتزازهم ، وجعلوها تاجا يعتلي رؤوسهم ، وإكليلا يزين هاماتهم ، وملكة تربعت على عروش ألسنتهم ، فلم يزاحموها ببديل آخر ينافسها بيانها أو يقتبس منها بهاءها ، أو يقحم فيها مايشوبها ، بل أحاطوها بسياج من الحصانة والحصافة ، لايجرؤ كائن من كان أن يمسها بسوء ، بل وجدوا في تلمسهم لها أسمى آيات البيان والبهاء.

أصبحت لغتي العربية قلعة شماء لاتطاولها سماء ، بالغة التمام والكمال لايعتريها نقصان ، وهكذا تناقلتها الأجيال حتى صارت إلينا ، فجلبنا لها شريكا يدعى العامية ، نافسها في نفائسها حتى اختلط الحابل بالنابل والنفيس بالخسيس ، ففقدنا على إثر ذلك حاسة التمييز بين ماهو عربي أصيل وأجنبي دخيل ، إلى أن صارت اللغة مهجنة بعشرات الألفاظ .أهكذا يكون صون التراث ورد الجميل ؟!

أيجوز لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التشويه ؟!

أرجو من كل اللغويين أن يمرنوا ألسنتهم على النطق اللغوي الصحيح ، خشية أن نفقد الهوية ونقع في هاوية الأمية ، ونصير بلا مزية ، حافظوا على ماتبقى من صحيح تراثكم ترقى في أعين الآخرين منزلتكم .


google-playkhamsatmostaqltradent