حتى في خيالي ...محال
بقلم: أيمن شرف الدين
سبحت بخيالي مع الصورة ، وجدت النفس مكسورة ، مع أنها مجرد صورة ، إلا أنها لم تأت من فراغ بل انعكاس لنفوس مقهورة ،
عاشوا في زاوية محصورة بين الفقر واللاشيئ وعدم المشورة .
سبحت بخيالي مع الصورة فاستصعبت نفسي أن يكون هذا
الحاصل هو حال الابن مع أهله ،
أيعقل بعد هذا المشوار الطويل من الكفاح المرير في التربية أن يذهب بخيره إلى غيره ؟
في اللحظة التي ينتظر فيها الأبوان حصاد المحصول نتاج تربيتهما وردا للجميل من الابن ،
يتجرعان غصة الألم ومرارة الندم
، وبعد هذا الجفاء مازال الابن يلتمس منهما أطيب الدعاء ، ليحيا حياة يعمها الرخاء ، وعلى الأب أن يواصل مسيرته في الحياة بعناء وشقاء .
المعادلة صعبة، فالابن يمد جسورا
من المعروف والبر مع أهل امرأته ،
في ذات اللحظة يتناسى من ذاكرته كل فرض وواجب عليه تجاه أهله .
منطق معكوس تاهت معه الحقيقة وسط الظلام مع أناس وأبناء لم يتربوا على الوفاء ، ولم يتكبدوا
عناء الحياة.
