ابني عاق ومعاق....وأنا السبب
بقلم - أيمن شرف الدين
ياعمرو .....نعم يابابا ، انزل واشتر حاجات من الماركت
يابابا ، أنا مشغول باللعب على الموبايل،وحضرتك عودتنا على كده .
ياابني ، أيكون هذا جزائي لأنني تحملت عنكم المسؤولية، ولم أرض لكم التعب.
صحيح أنا مخطئ لأنني لم أضع في اعتباري أن من شب على شيء شاب عليه، وقد عودتك على الراحة حتى اعتدت عليها .
لقد عودتك على الراحة ظنا مني أنني أترفق بك وأوفر لك مناخا من الدلال والرفاهية، وقد جنيت أنا النتيجة.
أنا المخطئ، لأنني نسيت أن الطفل ابن بيئته، وأنه نبتة ينميها ما يصب فيها منذ الصغر ، وقد صببت فيك ياعمرو روح الاتكالية ، والآن أعيش مرارها.
أنا السبب، لأن ابني مثل قطعة الإسفنج تتشرب مسامها كل مايحيط بها ،وقد أحطتك بشعور اللامبالاة حتى تآخيت معه.
أنا السبب، لأنني لم أضع في اعتباري أن النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع ، وإن تفطمه ينفطم .
لاألوم ابني لكونه عاقا ، بل ألوم نفسي، فأنا من عوده على ذلك ، فصار يعقني و يعوقني ولايسمع لي ولايساعدني ، وهو على يقين أنه لا يفعل أمرا غريبا فهذا مااعتاده ، بل يستغرب ردود أفعالي الطارئة عليه، فألف الراحة وتركني وحيدا في دنيا الشقاء، ففي اللحظة التي أردته فيها أن يوليني وجهه ، أدار ظهره لي .
لاألوم ابني لكونه معاقا ، بل ألوم نفسي فأنا من سلبه العصامية حتى صار عالة وعبئا ، وتبلدت جميع حركاته وألف السكون.
لقد نسيت أن ابني أمانة ، أسأل عنه يوم القيامة، إن أحسن فلي جزيل الثواب ، وإن أساء فلي اللوم والعتاب وأليم العقاب.
من مقامي هذا أدق ناقوس الخطر ليكون رنينه إنذار إفاقة لكل أب غلب العاطفة على العقل والواجب ، لاتدع ابنك مسلوب الإرادة ، امنحه فرصة للتعبير عن حركاته وسكناته ، فمن كثر مرانه قلت أخطاؤه وصحت أفعاله .