ماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق!؟
متابعة - فهيم سيداروس
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
سألت أنديرا غاندي والدها الزعيم "جواهر لال نهرو":
ماذا يحدث في الحرب؟
رد والدها : ينهار التعليم والاقتصاد.
قالت: وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟
أجاب: تنهار الأخلاق.
قالت: وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق!؟
رد عليها بمنتهى الحكمة: وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه؟
يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي الإقتصادي الترفيهي..
إلا انعدام الأخلاق والسبب: أنه يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة!
— من مذكرات "انديرا غاندي"
يقول أحد الكتاب
عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون فقط على الفقراء ليدافعوا عنه.
وعندما تنتهي الحرب ينادون على المسؤولين ليتقاسموا الغنائم و المناصب.
عندما يبتلى الوطن بالحرب، الأبطال الشرفاء الفقراء وحدهم من تمتلىء صدورهم بالرصاص، بينما تمتلىء بطون المسؤولين، و الخونة بالأموال.
عندما يبتلى الوطن بالحرب، يموت من لا يستحق الموت بسبب من لا يستحق الحياة."
كل ما يحدث في الحرب يمكن أن نتعايش معه إلا فقدان الأحبة الذين حصدتهم الحرب بلا ذنب وخاصة الولد فلذة الكبد لا يعلم بحجم الجرح والحزن إلا من ذاق ذلك الألم ونبقى متمسكين بالبقاء في البلد لنكون بالقرب منهم نشتم رائحتهم، و ننظر إلى المكان الذي دفنوا فيه ونحن ننتظر يوم اللقاء بأعلى درجات الجنة
للأسف واقع ملموس وقد إلتمسناه من خلال الحروب التي داهمتنا مما يلحق المجتمع من تعسف ديني، وتدهور إقتصادي، وفساد أخلاقي، وتخاذل معنوي بين جميع أفراد المجتمع ككل وقد يكون أولها إنتهاك بعض المعارضين للقانون بحجة فقدان الأمن والأمان لغياب السلطة في الإنحدار الأخلاقي الذي يعم بين ضعاف النفوس الذين يستغلون نقاط الضعف من أجل إخلال التوازن بطريقة سلبية طمعا بالسلطة، أو مراكز عليا في القيادة الحاكمة.
ولكن السؤال لماذا لانتحمس لأقوال كبار العلماء العرب.؟
يجب إعادة النظر في ثقافتنا وإحترامها حتى يتفكر أولادنا في ثقافتهم، ودينهم، وأخلاقهم لأن العرب لاينقصهم أي شيء للعودة إلى حضن الأخلاق، والدين، والعلم....
هو مجرد قرار يجب أن يتخذه الجميع وخصوصا الآباء حتى نحفظ ماء الوجه ولو كانت هذه المحاولة مجرّد محاولات خجولة...
فلابد لنا من هذه الخطوة.
لقد تعبنا من اللوم، والتشكيك بكل شيء
لابد من إعادة النظر بطريقة تفكيرنا وإعادة ترتيب الأولويات... لابد من ذلك.