حتى نلتقي
حتى نلتقي
بقلم - صلاح الحَوَتي
لم أعد اعرف عن الماضي شيءً
قد مَحَوتُهُ حتى انساكِ
أو حتّى نلتقي ربما
فدليلُ العاشِقِ هي الذكريات
وها انا امحوها بالنسيان
لا اتذكر شيئاً كان قَد أفْرَحني
في الماضي كنت استكشف الحياة
ولديًَ تَجارُبًا عديدةً.
حينَ إلتَقَيْنا
كانت صُدفَةً جمعتني بها
ووثيقة مكتوبة بالحبر
فهنيئاً لمن عرف للسعادة طريقا
كنت اظن أنّ السعادةَ في الجمالِ
وأنّ الجمالَ يُعبّرُ عن صاحبه
لكن اكتشفت ان الجمال هو جمال الروح
فأجمل الكلماتِ هي مِن وحيِ الخيال
وهذا ما يتطلبه وصف الاحداث
لايمكننا ان نرسم وهماً كالخيال
حتى يصبح الخيالُ حقيقةً
الكلماتُ والمعاني لا يبرزها
غير الواقع
و المحاكاة لا تُعَوّضُ الحقيقة
فهناك اسرار لايمكن
ان نبوح بها.
كانت رقيقة وتُشْعِرُك بأنها الدنيا
وأنك ملكتها والحقيقة انها صورةً هزيلة
لِأشكالِ النفاقِ، فوراء وجهِها ألفُ وجهٍ كاذِبٍ
هي تتفانى في الكذبِ وتتقِنُهُ ثمّ تنسى تفاصيلَ كذبتها
فتراني أستمع مبتسما وأهديها وردةً
حتى تعرفَ أنني مقتنع.
الحقيقة أنا أُشفِقُ على الوردة
التي أصبحت بين يَدَيْها
فالورود لاتكذب لأنها تُهدِينا عطرها زكياً و ترياقا يشفي العليل
أمّا الكذب يُمَثلُ خيانةً يَهدِم الوعود
تِلكـ الكاذِبَةُ تنظُرُ في المرآة
فلا تعجبها الصورة وتحاول أن تَغِشَّ انعكاسا
اظهرَ حقيقةَ عَيْنَيْها
و العينُ تحمل داخلها الحقيقة
فنرى ثلاثة تفضحهم عيونهم
عاشِقٌ متيمٌ
و ثَمِلٌ جعلَ مِنَ الخمرِ مَلاذا
وكاذِبٌ مُغرَمٌ بنفسه كالعاشق
تقوده شهوةٌ لتَزييفَ الحقيقةِ
ولازلتُ لا اعرفُ هل إلْتَقَيْنا؟