recent
أخبار ساخنة

التسليم لله والتفويض إليه قبل وبعد فعل الأسباب

 التسليم لله والتفويض إليه قبل وبعد فعل الأسباب


تقديم : علاء الدين عبد الرحمن 


إن التسليم لله والتفويض إليه قبل وبعد فعل الأسباب المقدور عليها من شأنه أن يريح النفس من عناء لا طائل منه، ويربط على القلوب، فتجدها أثبت ما تكون في أوقات الأزمات والشدائد، وكيف لا يكون ذلك وهو يأوي إلى ركن شديد ورب مجيد 


كم نحن بحاجة إلى اللجوء إلى الله في كل ما يعرض علينا من ظلم وعدوان أو فقر وحرمان أو مرض في الأبدان أو غير ذلك مما لا يملك كشفه وإزالته إلا الله وحده قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ [الأنعام:14]


وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرًا ثقالاً


وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تَحمل عذبًـا زلالاً


وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الريح تصرف حالاً فحالاً


إذا حل الهم وخيم الغم واشتدّ الكرب وعظم الخطب وضاقت السبل وبارت الحيل فنادِ الربَّ بدعاء الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم)، عندها يفرج الهم وينفس الكرب و يذلل الصّعب.


إذا أجدبت الأرض ومات الزرع وجف الضرع وذبلت الأزهار وذوت الأشجار وغار الماء وقلّ الغذاء فمن المغيث إلا الله؟! لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.


إذا اشتدّ المرض بالمريض وضعف جسمه وشحب لونه وقلت حيلته وضعفت وسيلته وعز الطبيب وحار المداوي ووجف القلب وانطرح المريض ينتظر المقدور فمن المؤمل غير الله((اشفِ أنت الشافي

 لا شفاء إلا شفاؤك))


دب الألم في أيوب عليه السلام، وزاد البلاء عليه في ماله وولده وجسده، حتى لم يبقَ في جسده مَغْرِز إبرة إلا وفيه من الضر ما فيه، واستمرّ به البلاء سنين، فلجأ إلى الله واتجه إلى مولاه، أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83]، فجاء جبريل برسالة: ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ [ص:42]، وليس العجب لو ركض جبريل إنما العجب أن يركض العليل، فزال الوباء وانكشف البلاء فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ [الأنبياء:84]


إذا انطلقت السفينة بعيدًا بعيدًا في البحر اللُّجي، وهبت الزوابع، وتسابقت الرياح، وتلبد الفضاء بالسحب، واكفهر وجه السماء، وأبرق البرق، وأرعد الرعد، وكانت ظلمات بعضها فوق بعض، وهبت الأمواج بالسفينة، وذهبت عن القلوب السكينة، وأشرفت على الغرق، وتربص الموت بالركاب، فمن المؤمَّل؟! ومن الملجأ والملاذ؟! إنه الله لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه. قُلْ مَن يُنَجّيكُمْ مّن ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَـٰنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ  قُلِ ٱللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ [الأنعام:63، 64]


 

وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَـٰشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدُيرٌ [الأنعام:17]

google-playkhamsatmostaqltradentX