recent
أخبار ساخنة

حوادث السرعة وحصاد الموت

 حوادث السرعة وحصاد الموت 




بقلم  : مصباح محمد


تفقد الأوطان أرواح شبابها دفاعاً في الحروب والغزوات، ونحن نفقد شبابنا في حوادث السير التي تسببت في وفاة وإعاقة الكثيرين  وتعددت الأسباب وأهمها السرعة التي تحصد الأرواح وتبقي الحسرة. وفي سبيل الحد من السرعة قامت إدارة المرور في الدولة بوضع كافة السبل والأحكام لردع السائقين المتهورين سواء عن طريق القوانين التي تم تحديثها مؤخراً والغرامات التي طبقت عليهم أو الأحكام الأخرى التي ساهمت في تقييد فئة كبيرة. وتفاعلاً مع شعار أسبوع المرور لعام ‬2010 (معاً للحد من الحوادث المرورية) انتشرت الفعاليات في جميع أنحاء الدولة لتوعية الجمهور وتثقيفهم بقانون السير ونشر كافة السبل والرسائل الإعلامية عبر وسائل الإعلام والتي تهدف للحد من حوادث المرور وتخفيفها لتفادي الخسائر البشرية فكم من أم فقدت ولدها وكم من أخ فقد أخاه وكل ذلك  سببه الحوادث المرورية


يمثل تجاوز السرعة المحددة على الطرقات، السبب الأول والرئيسي لوقوع الحوادث المرورية، فالسرعة الزائدة تفقد سائق المركبة القدرة على تقدير ظروف الطريق فبعد أن يتعدى السرعة المحددة والمعقولة لا يستطيع السيطرة على مركبته وتزايد فرصة وقوع حادث مروري.


وأظهرت دراسات علمية قامت بها مؤسسات الأبحاث العلمية "SRF" أن انخفاض السرعة بمعدل 10كم/ساعة يقلل من احتمال حصول الحوادث المرورية 20%، وعدد الإصابات 30% وعدد الوفيات 40% إذا ألتزم جميع السائقين بحدود السرعة القانونية.


وتؤدي السرعة العالية  إلى نتائج سلبية على حسابات مستخدمي الطريق في أخذهم الاحتياطات التي يتطلبها الحذر إثناء دخولهم أو تجاوزهم أو قطعهم للطريق، حيث يتعدى سائق المركبة السرعة المعقولة دون مراعاة لظروف الطريق من انعطافات وانحدارات فيفوق تقديرات مستخدمي الطريق الآخرين من سائقي ومشاة.


الإسراع في الليل


ومن أسباب وقوع الحوادث قيادة المركبة بسرعة في فترة الغسق مساءً (وقت حلول الظلام) وصباحاً (بداية النهار) وهاتين الفترتين من أهم ما يجب الاهتمام به؛ حيث إنها الفترة التي تتطلب من السائق إعادة التوافق بين الأنوار والظلام والأشياء مع محاولات العينين التكيف مع درجة الإنارة المتغيرة. ومن الطبيعي أنه في الظلام الكامل تختفي كثير من الإرشادات وعلامات الطريق التي يعتمد عليها السائق في ضوء النهار، ويقتصر مدى الرؤية على مسافة صغيرة نسبياً، وهي المسافة المضاءة بالأنوار الأمامية للمركبة، وفي مثل هذه الحالة تكون هناك صعوبة للسائق نظرا لقصر مدى الرؤية وتزداد المشكلة في حالة إجهاد السائق أثناء السياقة في الظلام، وثبت علمياً أن الإنسان كلما كبر في السن احتاج إلى أنوار أكثر ليرى بوضوح، وتتضاعف الخطورة كلما كانت أنوار المركبة ضعيفة أو تتراكم عليها الأتربة والأوساخ، فبتلك الحالة لا تساعد السائق على الرؤية السليمة كما أنها تعمل على توزيع الأشعة بشكل عشوائي غير منتظم مما يشكل مشكلة للسائق وللسائق المقابل، كما وأن استخدام تظليل قوي على زجاج المركبة يحد بصر السائق ويسبب اختلافا في رؤية الأشياء.

google-playkhamsatmostaqltradentX