recent
أخبار ساخنة

حقيقة الرضا؟

 حقيقة الرضا؟





تقديم - علاء الدين عبد الرحمن 


الرضا : هو تَقَبُّل ما يقضي به الله من غير تردُّد ولا معارضة، وقيل: "الرضا هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام، لماذا؟ لأن كل ما حصل لك أو عليك إنما هو بقدر الله؛ فلا تحزن على أمر فات، ولا تَخف مما هو آت .



نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتقيه في السر والعلانية، ويخشاه في الغيب والشهادة، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغني، ونسألك اللهم نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين، يا رب العالمين.


بماذا نرضى؟

1- ارضَ بالله ربًّا، ربًّا يلزمك أن ترضى بأوامره امتثالًا، وترضى بنواهيه اجتنابًا، وترضى بأقداره المؤلمة، ترضى بكل نعمة ومصيبة، وكل منع وعطاء، وكل شدة ورخاء، ترضى إذا عافاك، ترضى إذا ابتلاك، ترضى إذا وضعك في السجن وحيدًا فريدًا، ترضى به إذا أغناك وحباك، ترضى به إذا أعدمك وأفقَرك.


2- ارض بالإسلام دينًا، فما في الإسلام من حُكم أو أمر أو نهي، فإنك ترضى عنه تمام الرضا، وليس في نفسك أيُّ حرج، وتسلِّم لذلك تسليمًا، ولو خالف هواك، ولو كان أكثر الناس على خلافك، ولو كنت في غربة، ترضى بأحكام الدين، وتسعى لتنفيذها وإن خالفت العالم.


3- ارض بمحمد رسولًا، بأن يكون أولى بك من نفسك، فترضى بسُنته فتنشرها وتدافع عنها، ولا تتحاكم إلا إليها.


4- ارض بما أنت عليه، ارض بصورتك وصوتك، ووضعك ومستواك ودخلك، ارض ببلدك وبيتك، ارض بما قسم الله لك من جسد وسكن ومال وعيال، وهذا هو منطق القرآن؛ يقول تعالى: ﴿ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 144].


واخيرا أعلم 

إن الله إذا( رضيَّ ) عنك صرفك عن الحرام...

أما إذا ( أحبك ) صرف الحرام عنك ...

قال تعالى:

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)

 اللهم اجعلنا ممن تحبهم ويحبونك .

يقول أحد السلف رحمه الله ..

كنت أظن أن العبد هو الذي يحب الله أولاً حتى يحبه الله حتى قرأت قول الله :

( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )

فعلمت أن الذي يحب أولاً هو الله .

وكنت أظن أن العبد هو الذي يتوب أولاً حتى يتوب الله عليه حتى قرأت 

قول الله تعالى :

 

( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا ) 

فعلمت أن الله هو الذي يلهمك التوبة حتى تتوب .

وكنت أظن أن العبد هو الذي يرضى عن الله أولاً ثم يرضى الله عنه حتى قرأت قوله تعالى :

( رضي الله عنهم ورضوا عنه) 

فعلمت أن الله هو الذي يرضى عن العبد أولاً.

اللهم أحبنا وتب علينا وارضَ عناوأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

google-playkhamsatmostaqltradentX