استرجل
بقلم : وفاء العش
الرجولة وكافة القيم الإنسانية النبيلة وجهان لعملة واحدة وهما اللبنة الأساسية لترابط المجتمع وتحقيق حياة كريمة وعدالة إجتماعية بين كل أفراد المجتمع .
إنني ليست عدو للرجل أدافع عن المرأة وحسب ، بل إنني احترم و أدافع عن كل رجل حر يعرف المعني الحقيقي للكلمة يصون أهل بيته وما ملكت يمينه مراعيا الله عز وجل فيهم, فلولا الرجل ما وجدت الأسرة وما استقامت فهو رب الأسرة وقبطانها ليصل بها لبر الأمان .
كلنا يعلم مدي أهمية دور الأب في تنشئة وتربية الأولاد تربية سوية وأن غيابه أو عدم قيامه بدوره الأساسي يؤثر بالسلب علي نفسية أولاده ، للرجال الرجال فقط وليس الذكور كل التحية والتقدير ، الرجال في الماضي هم من نشروا الإسلام في ربوع الدنيا ، هم من انتشرت فتوحاتهم من مشارق الأرض إلي مغاربها ، كما قال تعالي في كتابه الحكيم ( رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه) لذلك نجد هنا الإرتباط الوثيق بين أعظم القيم الإنسانية مثل الصدق والوفاء بالعهد والشجاعة إلى أخره بالرجولة.
ولكي لا أطيل عليكم دعونا نتسأل لماذا اختفت معاني هذه الكلمة من مجتمعنا المصري الأصيل
لماذا نجد اليوم من يسمي نفسه رجل يتفاخر بأنه طلق زوجته وانتصر عليها ولم يعطيها حقوقها المادية حيث يفتخر أنه بدد آثاث منزله وأخذ كل حقوقها واستعان بالباطل والتحايل علي القانون ليتهرب من النفقة علي أولاده وزوجته بعد الطلاق ، وهو في قمة سعادته أنه انتصر علي امراة بالتعدي علي حدود الله ، لماذا نجد الكثير منهم يتركون المسؤولية كاملة تقع علي عاتق زوجاتهم من تربية أطفال ورعايتهم وتحمل النفقة عليهم والعمل داخل وخارج البيت ، حينما نجده هو يجلس طوال اليوم علي المقاهي وفي الشوارع ويعود للبيت إن لم يجد طعام يأكله ونقود يأخذها يقوم بالتعدي والضرب لأم أولاده أمام أولاده بلا رحمة أو شفقة ، المهم أن يحصل علي النقود لأن بعضهم يتعاطي المخدرات وغيرها معتقدا بذلك أنه سيد الرجال وسي السيد اللي بيدبح القطة لأهل بيته
كذلك بالله عليكم عندما نركز قليلًا في الأعداد المترددة علي البنوك الحكومية وبنوك المشروعات الصغيرة نجد الغالبية العظمي منها من النساء فهي اما تقدم علي قرض او تضمن زوجها بقرض حتي تكون هي المسؤولة عن السداد والرجل أقصد زوجها ينتظرها خارج البنك ليأخذ القرض بسهولة غير مبالي كيف ومتي يتم سداد هذا القرض وجدت ذلك من خلال التحدث بحكم دوري الخدمي كأمينة مرأة بحزب مستقبل وطن مع السيدات الغارمات عن سبب وقعوهن في هذه الضيقة وكان جواب البعض منهن اشتريت توكتوك لزوجي علشان نصرف منه علي بيتنا ونسدد القرض ولكنه لم يبالي بمسؤلية السداد كان بيشتغل ساعة في اليوم ليكفي طلباته ومصاريف جلوسه علي المقاهي ويتركنا بلا معين ، ومنهن من قالت جبتله القرض علشان يبطل يضربني أنا والولاد وغيرهن الكثيرممن لجأن للقروض ليقومنا بمشروع ينفقن منه علي أسرتهم، وللأسف لضعفهم وقلة حيلتهم تتكاثر عليهم الديون ويجدن أنفسهن أمام المحاكم وفي السجون .
كل ذلك لغياب الرجل الرجل الحر الذي كان في الماضي يأبي أن يري الشارع طرفة ثياب زوجته لنا الله يا أمة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام إن لم ننتبه ونحارب بقوة للقضاء على مثل هذه الظواهر السلبية في مجتمعنا الحالي .