جنحة الضرب في القانون المصري

الجاموسة رجعت 

بقلم :صلاح الحوتي 

" قصة قصيرة "

كانت هناك اسرة بسيطة في ريف مصر مكونة من اب وام وبنت في عمر الشباب كانوا يملكون جاموسة صغيرة جاءت الى المنزل منذ فترة وتربت في دار عم محمود حتى كَبُرَت واصبح لها أهمّية في المنزل فتجد من يرعاها ويسهر على راحتها خاصة بعد ان ولدت رضيعاً صغيراً وزاد الاهتمام من صاحبة المنزل فكانت هناك علاقة جميلة تجمعهما

لا احد يستطيع ان يقدم الطعام الى الجاموسة

الا السيدة صاحبة المنزل وكانت تدعى الست ثريا

هي فقط من يستطيع التعامل مع تلكّ الجاموسة لانها مَنكانت ترعاها منذ مجيئها للمنزل، حقيقة ان الحيوان يشعر بالامان مع صاحبه وعندما ولدت رضيعها جاءت ابنة الست ثريا والتي كانت تدعى سحر تُحاول حلب الجاموسة لكن هذه الأخيرة رفضت وجودها حتى اللبن لم يخرج. عادت البنت الى امها صِفرَ اليدين . 

قالت: ياأمي ان الجاموسة رفصتني ورفضت وجودي ولم استطع احضار اللبن فقالت لها ياابنتي لاتحاولي الاقتراب منها حتى لايصيبك مكروه فهىي حيوان قوي ولايفكر واحذري

فعليك بمشاهدتي اولاً وبعد ذلك افعلي كما افعل

وشاهدت البنت امها وهىي تحلب الجاموسة بالقرب من رضيعها وكانت الجاموسة فرحة بوجود الست ثريا لرعايتها لها وللمولود الصغير كانت الست ثريا

تلبس جلباباً اسود وعلى رأسها الشال الاسود المنقط بطيور باللون الذهبي فقررت البنت في احد الايام ان تلبس ملابس امها وتحاول احضار اللبن متخفية في ملابس أمها حتى لا تتفطّن الجاموسة لها و تنطلي عليها الحيلة فنجحت الطريقة اكثر من مرة واصبحت تلك الحيلة الوسيلة الاخرى لاحضار اللبن دون ازعاج الجاموسة.

و ذات بوم واثناء اقترابها لجلب اللبن وقع الشال المتطرز بالذهب من على رأسها فانكشفت الخدعة وعلمت الجاموسة بعملية التخفي البائسة فقامت بركلها بقدمها ركلة تعبر عن الرفض والعقاب في ذات الوقت

صرخت البنت حتى جاء اهلها وحملوها للمشفى انكسرت ساق البنت بسبب الجاموسة وعاد ابوها وعلم بالامر وغضب فقرر معاقبة الجاموسة المتسببة في كسر ساق ابنته و قرر بيعها لمن يريد شراءها وجاء احد الاصدقاء من قرية مجاورة لشراء الجاموسة بمفردها دون رضيعها الصغير وبعد الاتفاق تمت العملية بالمبلغ المطلوب

حاول الجميع اخراجها من المنزل وترحيلها مع شاريها لكنها رفضت مغادرة موطنها فلايمكن تركه ولايمكن لها ان تترك رضيعها وترحل والجميع ينظر لها وهي الحيوان البائس الذي يشعر بالفراق في وقت لايعرفه البشر بكت الست ثريا عندما سمعت الجاموسة تصدر اصواتا غليظة و معبرة على عدم رضاها بالرحيل. 

كان الفراق هو الاختيار بكت الجاموسة ونزلت دموعها بما يسمى الغرغرة وهو الشيء الذي تعجّب منه الجميع واصبح منزل عم محمود والست ثريا في حالة من الحزن لفراق الجاموسة للدار بسب شقاوة سحر

عندما ذهبت الجاموسة الى منزل الشاري كانت غاضبة ولم تكف عن اصدار اصواتا شديدة تعبّر عن حالة الفراق ورحيلها وحزنها على ترك رضيعها، فامتنعت عن الطعام والشراب وقررت الصيام والنُّواح بنداءات الحسرة والوداع كل الجيران لاحظوا حزنها و قرروا التكلّم مع صاحبها أخبروه بأن تلك الجاموسة سوف تموت فتفسير اصواتها يدل على الحزن وتركها للطعام والشراب ورفضها خروج اللبن الطازج كل هذه علامات تدل على انها لن تعيش في تلك الدار ومازالت الجاموسة تصدر الاصوات الشديدة والناس نيام يفزعون من صوتها ولا احد يقدر على اسكاتها ونصحوه بإرجاعها. 

قرر المشتري اعادة الجاموسة لصاحبها حتى لاتموت ويخسر المال الذي دفعه ثمنا لها، عندما خرجت الجاموسة من دار لاتعرف اصحابها الى القرية المجاورة حتى تعود الى الخالة ثريا ورضيعها

في تلك اللحظات كان منزل عم محمود مجتمعاً ولايعلم ان الجاموسة ستعود وفور الوصول نادت الجاموسة على سكان الدار بصوت فرح وكانها تغني فسمعتها الخالة ثريا ونادت على زوجها ياسي محمود تعالى الجاموسة رجعت يا مانتا كريم يارب واستغرب عم محمود بسرور زوجته بعودة الجاموسة ونست ابنتها المكسورة فرد فلوس الجموسة للمشتري وعادت الجاموسة الى موطنها وقامت بارضاع صغيرها و الخالة ثريا قامت بحلب اللبن وعمت السعادة داخل المنزل من جديد

عجبي!!!....