اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

عصيّةٌ أنتِ

 عصيّةٌ أنتِ



بقلم الشاعر : جهاد صباهي


عصيةٌ على الفهمِ أنتِ

سئِمتُ غيابَكِ 

أبحثُ عن سرِ رحيلِكِ

في أغنيةٍ قديمةٍ

سكَنَتْها شظايا زجاجٍ مكسور

أدمـت موسيقانا وفرقَتنا

توهمتُ أنها فراشةٌ

 تصنعُ البياضَ حولَنا

لو أني انتبهتُ لها

وأنا أراقصُكِ

لأقولَ لكِ اقتربي

أين رحلتِ   

سأحتفظُ بقلبكِ وإن أبعدتهِ

أعشقُ وجهَكِ وإن أخفيتهِ

أقرأ التعويذات كي نعود

كما كنا 

أنا وحجارةُ البيتِ

وأنتِ 

عصيّةٌ على الفهمِ أنتِ

مللتُ ضعفَكِ

لو شئتِ

أَنتشلُ أحلامَكِ من الغرقِ

 قبل أن تمتلىء رئتاها بالماء 

 أسحبُ أرضَكِ من فمِ اليباسِ

 قبل أن تَجُزَهُ رياحُ المساء

قبل أن يتخثرَ الهواءُ في دمِ الوردةِ

وتحترقَ الفراشاتُ على عصا الضريرِ

قبل أن تتناثرَ من يدي حفنةُ أحلامٍ

تجرُني إلى فتنةِ المكانِ

أين أنتِ

هكذا أرادَنا الرب

لا مفرَ من القدرِ

قد دخلتِ في نَسَغِ الملحِ

 المزروعِ في دمي

ونموتِ برعماً أخضرَ في قلبي

أحاولُ أن أستديرَ نحوكِ

أنظرَ إليكِ بعينيَّ التائهتين

أُحيطَ بخصركِ المتهالكِ

بكلتا يدي

أكتبَكِ قصيدةً تجرُّ خلفَها المحراثَ

تحفرُ مجراها نحو غدٍ فيه

أنا وحجارةُ البيتِ

وأنتِ

عصيّةٌ على الفهمِ أنتِ

أسقمني هروبُكِ 

ألملمُ أجزاءكِ المبعثرة

 في حقائبِ الرحيل

عبثاً أحاول أن أجمعها بين السطور

وقد خذلتني أوجاعٌ في القبور

أشعرُ بالغثيان

أحاولُ أن أُطهرَ قصيدتي 

من أفاعٍ تتناسلُ فيها

تحاولُ ابتلاعَها

أفُكُّ الحصارَ الكبيرَ

 حول خصرِكِ

أفتح نافذةً تُطلُ

 على شروقِ وجهِكِ 

أُحررُ شفاهَنا المعتقلة

 في جيبِ حاضرٍ مقيت

 متى يبدأ معهمُ التحقيق

ويُصدرُ الحكمُ بالبراءةِ

ويُضاءُ الطريقْ

ويبدأُ العمرُ من جديد 

أنا وحجارةُ البيتِ

وأنتِ

رُفعت الجلسة .

google-playkhamsatmostaqltradent