فترة الولا حاجة
بقلم : الاء عزت
هي فترة من حياة الإنسان ناتجة عن شيء واحد فقط وهو أن كل ما توقعته من البشر و خصوصًا المقربين منك لم يعد له وجود تماما .
غالبا حالتك ستكون ناتجة عن علاقة قررت الإنسحاب منها بعدما وضعت فيها كل مشاعرك بمنتهى الصدق ومنحتهم كل ما تملك ولم تجد في المقابل سوى التجاهل
و التقليل من شأنك وكأنك لم تفعل شيء .
أو ربما تجد نفسك مُجبرا على الإستمرار في علاقة انت المسؤول الأول و الأخير فيها عن أشخاص مُلزَمين منك و ترى بداخل نفسك أنك تجهد نفسك من أجلهم وهم لا يشعرون بك ، تريد قليلا من الراحة والسكينة ولكن لا يوجد وقت حتى لهذا لأن كل وقتك لهم .
تريد شيء بشدة يشغل عقلك و تفكيرك
و لكنه ضد مبادئك ، تريد أشياء هى لك إكسير الحياة وللأسف هى لا تباع ولا تُشترى .
هنا يصبح كل شيء مجرد روتين ونصبح عبارة عن عرائس فى يد الحياة هنا لا شيء يهمك ولا شيء يعنيك
هذه الفترة " الولا حاجة " ناتجة عن الخذلان وسوف يترتب عليها نتائج ترضيك ستقول فى نفسك يجب أن أستمر فى الحياة ، دون انتظار أحد ، دون توقعات كثيرة من أحد ، تستمر مهما كانت المعوقات وتقنع نفسك أن الحياة في انتظارك أنت فقط لن تنتظر رأي الناس فيك وتردد " أنا فقط أنا و من بعدي الطوفان "
ولكن أبشرك
أنت الآن على أعتاب تلك المرحلة التي لا يوجد فيها ما تقدمه للأخرين من حب أو كراهية لا تشعر بالإيجابية و لا بالسلبية تجاه أي شيء أو أي شخص .
تردد بداخلك أن لهذه الحياة نهاية لذا لا تشغل بالك كثيرا بالغد و ما سيحدث فيه .
تتنازل عن كل توقعاتك في البشر وتتنازل ايضا عن توقعاتهم فيك و تفعل ما يحلو لك دون انتظار رأيهم في أفعالك .
وعندما تصل لتلك المرحلة "الولا حاجة "
أم أن تكون بداية النضج الحقيقي حينها تكون قادرا على الخروج من تلك المرحلة بعد أن رتبت كل شيء بداخلك ما تعرف وما لا تعرف ما تريد وما لا تريد رتبت وجود الأشخاص بحياتك و أدركت من منهم سند لك يستحق الوجود بجوارك ومن منهم خذلك ولا يستحق الوجود داخل حياتك حينها أنت مستعد لاستقبال الحياة بنفس راضية بعدما أدركت حقيقة الكون وحقيقة النفس البشرية .
وعليك أن تتعلم من دروس الحياة ،تتعلم كيف تعيش الحياة ومع من ، هكذا الحياة دروس لنتعلم منها لنصبح أقوياء ونفهمها ونعرف كيف نعيشها ومع من نعيشها.