نعيش في الخيال أكثر من الواقع
بقلم: الاء عزت
لا أعلم ما الذي ينتظرني غدآ !
و لا أريد أن أعرف فقد فقدت شغفي و ٱنبهاري بكل الأشياء.
فمنذ زمن بعيد تَلقَّيتُ صدمات وكانت أحداثها متتالية و مؤلمة.
صدمني الواقع وجعلني أفهم حقيقة الأشخاص دون زيف أو تجميل جعلتني الأحداث أنطوي على نفسي و أتساءل
لماذا القدر يجعلني أري و أشاهد كل الأحداث معكوسة؟ .
لماذا كل الأشخاص الذين معهم كل الحب كانوا مغادرين أو راحلين أو مسافرين .. ؟
لماذا الأشخاص الذين كانوا عاشقين لنا بكل ذره من كيانهم لم نحبهم قط ؟
ما الخطأ الذي نرتكبه حتى تكون كل النهايات مؤلمة؟
أتعبتني الأسئلة التي لم أجِد لها إجابات، لم يكن أمامي سوى الهروب للخيال الذي كان يأمُرني قائلا: لتبصر بعينك و تشعق بقلبك كل ما أردته أن يحدث بدون تردد أو رحيل فقط تخيل أنك مع من تحب و أنه أيضاً يُبادِلكَ نفس الشعور و أنه سيظل معك للأبد دون تعقيد أو أسئلة كثيرة .
إستمر في خيالك فالكل رحلوا بأجسادهم فقط و تركوا ارواحهم تؤنسنا في ظلمات الوِحدة، هم يزوروننا بأحلامنا ليُخففوا عنا كل ما يؤرقنا .
تخيل
فقط تخيل معي أن هناك دائماً أمل ينتظرنا و فرحة ستُهديها الأقدار لنا يوما ما.
نعيش في خيالنا أكثر ما نعيش في الواقع .
لأن الخيال لن يكلفنا شئ لن يكلفنا خيبة أمل جديدة .
لن يكلفنا تضحيه ليس في محلها مع أشخاص راحلين رغم كل التضحيات .
فالخيال يهدينا أحداث تجعلنا نستمتع و نضحك و نبكي و نصرخ و نحب و نكرهه و نعاتب و نعانق كل من رحلوا عنا بكل الطرق التي أردناها و لم نحصل عليها في الواقع .
نعيش كل التفاصيل هذه و نصنعها في خيالنا لأننا نريد حياه أخري غير التي نعيشها أو عيشناها .
ربما فعلآ لنا في الخيال حياه أجمل نرسمها علي طريقتنا غير منتظرين أشخاص أردناهم لم يسعفنا الواقع بمرافقتهم.
إذا لنتخيل كل ما هو جميل فحَتما ستُغيّر الأقدار مسارها و تخضع لأحداث خيالنا الجميل .