اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

" كَانت الغَيمَتين ... أنَا و أنتِ "

 "  كَانت الغَيمَتين ... أنَا و أنتِ "





بقلم - منال خليل 


- كان يهمس لنفسه و لها في أُذن غيابها .. 

مغمض العينين ليستحضر عبق وجودها ويستشعرها كاملة قائلا :

 -  بفصل الشتاء والمطر دائما ما تتساقط الدموع و بعضا من مشاعر ممزوجة بقطرات ندى صباح قد يُزينه غَيمَتَين سماويتين ناعمتين كبدايات فصول الحب .. 

 ولكنها دموع ثلجية كحروف جارحة متفرقة، متلعثمة و كأنها تخشى البوح ...

 ولربما تتساقط عفواً على جناحي حمامة سلام .. يشرق عليها شعاع شمس متفائل 

   فينحنى القلب فينا، ليجمعهم جملة تلو الأخرى كطلاسم عشق محفور بالروح لا نستطيع الفكاك منه

 لا مهرب منه إلا بعودة لبداية طرف الأحجية من جديد ..

  - نظر إليها و كأنها متجسدة بكامل هيبتها، تطُل من أعلى شُرفة الحب  ..  تعبث بوريقات صفراء جافة كسراب الصحراء،  تحمل كلمات ووعود مبعثرة هنا وهناك مخافة محاولة حل الأحجية وفك الطلاسم  فتخبرنا بنهاية فصل الشتاء و الحكاية معاً.....

  تلاقت العيون بوداع خائف كعصفور حزين .. وتباعدت الأيدي لتعلق الأحلام والباقي من الأمنيات، على أقرب شجرة  تأخذ العشق ورسائل المحبين على محمل الجد ... 

حاول أن يحتضنها ليستبقيها قائلا : 

لن أدعك تفلتين من قلبي  ....

 لن نختبئ مرة أخرى لنضيع وحيدين بالزحام .. 

لا تدعي التيه يأخذنا في مهب الذكريات ونضيع في متاهات كهف الحنين لا تدعى أيامنا تعدو بنا كليلة شتاء قاسِ ، لا أعذار تُرجى فيه ...

              دعينا نكسر الغياب !!

- دعينا نحذف الاشخاص و عقبات وآلام دروب لم تصل بيننا 

دعينا ننفض ذرات غبار أيام غادرة تركناها تعبث بحياتنا من خلف أبواب مواربة .. فلنغلق كل تلك الأبواب الصدئة ونفتح عين الحب 

دعينا نستبدل تلك المشاعر المُرتجفة المترددة التى لا تليق 

 - دعينا نطرق ضواحي الشغف ونحيا العشق بلا رحيل في أزقته ومتاهاته... فإن كتمتِ حبي وأدعيتي الجفاء .. فأنا لن أبرح موكب عشقك  

 - دعينا نفك شفرات الذكريات والحنين  ، الأسماء والمُسميات غير المنطقية 

فليس لنا بها حاجة فلنفقد العنواين ونستبدل الأماكن ونستكشف طرقات جديده، هواء جديد ... سماء صافية جديدة 

 ولنمحو كل الرسائل المهملة والتي لم تُرسل بعد 

ونستعيد رسائل بالود كانت يوما موصولة 

 نستعيد قوة محاولات تغيير إيقاع محبة القلب بعيداً عن من لا يستحق سُكناه غيرنا 

دعينا نبتعد أكثر عن كل مفردات الأنتظار 

- فقط أقتربي أكثر أو أسمحى لي بالقرب أكثر  ودعينا نعيد ترتيب أماكن ومنابت جذور الوصل وأحجية العشق

ولتعلمي بأني أحبك أكثر ... أشتاقك أكثر ..أريدك أكثر، أحيا بكِ قمرٌ ، حلما ورؤى ..أرجوكى كوني حقيقة .. 

- عندما فتح عيناه كانت قد رحلت من ملء حوله ، دون أن تمنحهُ جواباً بل مزيداً من عبء جموح التساؤلات والشوق ..

ولكنها قد اذدادت قربا لروحه وكأنها لم تذهب بل أستقرت بين ضلوعه ...  

كعصفور مستكين فوق غيمة وحيدة بعيدة قبل أن يغالبها المطر. 


google-playkhamsatmostaqltradent