مجرد إحتياج أم شهوة !
بقلم - الاء عزت
عندما يسيطر على عقلك و وجدانك شيء واحد فقط فأنت الأن واقع تحت تأثيره و أؤكد لك أنه لو عرض عليك بأي طريقة مهما كانت مشروعة أو غير مشروعة لتصل إلى هذا الشيء ستوافق بدون تفكير كثير منك
فهذا الشيء لم يمر مرور الكرام في ذهنك مرة او اثنين و ذهب
لا، انما تركته يتسلل لقلبك و عقلك و عينك ليتشبعوا بشيء أردته بشدة حتى أصبح شهوة و ليس مجرد احتياج
ما الذي يحوّل مجرد احتياج تفكر فيه الى شهوة تقودك الى الجنون ؟
لن اذكر شهوة معينة لأتحدث عنها و لكني سأتحدث عن احتياجاتك الذي أؤكد لك أن أحتياجاتك و احتياجات البشر جميعها واحدة و كلها ستصبح مشروعة و قانونية إذا أصبحت عندهم شهوة و ليس مجرد احتياج
نحن الأن في اكبر حقبة زمنية مليئة بالمؤثرات البصرية التي ستجعلك تحتاج إلى ما تراه و سيصبح مجرد احتياج و عندما تحتاج ستبحث عن ما رأيته و سيأخذك إلى طريقين
اول طريق
إما أن هذا الاحتياج متوافق مع امكانياتك المادية و ستكون قادرا على شراءه و هنا سينتهي الأمر بأنك أشبعت احتياجك
أما الطريق الثاني
إن هذا الأحتياج يفوق امكانياتك المادية فستبحث عن اي طريقة للتمكن من شراءه حتى ولو كان فقط في عقلك الباطن و هنا سيتحول من مجرد احتياج الى شهوة تشعرك بالعجز و النقصان
و لن يقتصر الأمر الى شهوة واحدة فقط
سيتحول الأمر الى الدخول في شهوة أخرى ايآ كانت لتكون قادرا فيها على اثبات نفسك لأنك لن تتمكن من تلبية احتياجك و إشباع رغبتك
و كل هذا تحت تأثير عالم من المؤثرات السمعية و البصرية الإحترافية فهو عالم مدروس جيدآ ليجعك تتلهف إلى كل ما تراه لترغب فيه حتى لو لم تكن محتاجه
هذا العالم الذي يتمثل في (الاعلانات) الذي أصبحت في كل شبر من اي طريق تمشي فيه و في شاشة التلفاز و مواقع الانترنت اصبحت كلها اعلانات
و (الأفلام السينمائية) لها النصيب الأكبر في الترويج لأفكار و مناهج حياتية لا تشبهنا بالمرة فهي طريقة وهمية ممن يعرضون هذه الأفكار بحجة عرض الواقع و المفروض انها وسيلة لعلاج مشاكل الواقع و ليس لعرضها فعادة عرض المشكلة يأخذ دائما الوقت الأكبر من عرض المادة السينمائية و عرض حلها في اخر مدة من العرض و هذا يؤدي إلى أن المُشاهد سيتأثر بالمشكلة فقط وليس حلها و بدور هذا سيكون المشكلة و تنفيذها هي لها تأثير الأكبر علي عقل المُشاهد
و( عالم الأنترنت) هذا العالم الافتراضي هو صاحب الخلل الوحيد في أن تتحول جميع احتياجتنا من مجرد احتياجات إلى شهوات تمكنت من كل شخص فينا و حولته الي عبدآ لها كائن آلي إذا أُمر طاع ايآ كان الأمر فقط لتلبيه شهوته
إن لم تشبع حاجتك و شعرت بالرضاء اتجاه ما تملكه فقط ستتحول هذه الحاجة بداخلك الي عدة شهوات لم تكن في خاطرك يومآ على الأتيان بها أو حتى تجربتها
هذه الشهوات جميعها مرضية لأنها تفوق انسانيتك و لكن جميعها واقعية و منتشرة بين البشر
و هذه المشكلات للأسف ناتجة عن شهوات البشر التي لم يستطيعوا السيطرة عليها و التحكم فيها و كانوا تحت تأثير عالم اقوى منهم عالم من المؤثرات السمعية و البصرية في منتهى الدقة و الاحتراف و المشكلات هي :
القتل
السرقة
التحرش
الإغتصاب
السحر و الشعوذة
الزنا
ادمان المواد المخدرة
التنمر
تجارة أعضاء البشر
اولآ
القتل :مصر تحتل المركز الثالث عربيا والـ24 عالميا في جرائم القتل
ثانيآ
التحرش :تقرير لمكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الإنسان فإن 64 %من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة، وهذه النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثانية على العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي
ثالثاً
السرقة: فارتفعت السرقة من 1314 حادثة في 2019 إلى 4804 في 2021.
رابعاً
ادمان المواد المخدرة : نسبة تعاطي المخدرات بلغت 10 % بما يزيد عن 10 ملايين وان نسبة الإدمان بلغت 3 % وفقا لإحصائيات صندوق مكافحة وعلاج الادمان
خامساً
السحر :كشفت دراسة أن المصريين ينفقون 40 مليار جنيه سنوياً على الدجل والشعوذة
سادساً
التنمر: هناك 17% من الأطفال يفكرون فى الانتحار بسبب التنمر في المدرسة وهذا يعني أن هناك طفلًا من بين كل 5 أطفال يفكرون في الانتحار
سابعآ
تجارة الأعضاء البشرية :وفي دراسة صدرت عن منظمة الصحة العالمية،كشفت عن أن مصر تعد مركزًا إقليميًا للاتجار بالأعضاء البشرية، وصنف مصر ضمن أعلى خمس دول على مستوى العالم في الأتجار بالأعضاء البشرية
هل كل هذا لا يستحق مننا أن نجعل العقوبة على قدر كبر حجم هذه الجرائم و تأثيرها على مجتمعنا
هل كل هذا لا يستحق مننا أن نحجم كل المواد المتاحة الأباحية للجميع على شبكات الانترنت
هل كل هذا لا يستحق أن نهذب من أنفسنا لنكون قدوة لأبنائنا ليكونوا جيلا صالحا نافعا لبلدهم بدلآ من أن يكونوا هدامين و فاسدين و سبب اساسي في تراجع تقدم بلادهم