السفر عبر الزمن- حلقة (3 )
.كتب إيهاب لطفي الشرقاوي
( رَأَوْا المستقبل الصحفي وزميله المصور)
في عام 1932 تم تكليف الصحفي بيرنارد هوتون وزميله المصور جوكيم برانديت بعمل تحقيق صحفي عن بناء السفن في هامبورج في المانيا وبالفعل ذهبا الى هناك وتم عمل اللقاء الصحفي مع الموظفين من مدراء وعمال ومهندسيين وفنيين الخ الخ...
في مكان بناء السفن وبعد الانتهاء من مهمتهم الصحفية التي تم تكليفهم بها وكانت بعد الظهر من ذلك اليوم التي تمّت بها المقابلات الصحفية كان الجو طبيعيا وهادئا وعندما هموا بمغادرتهم للمكان سمعوا اصوات طائرات ووجدوا ان سماء المدينة قد ملئت بالطائرات الحربية حتى غطت السماء ثم بدأت مدفعيات المدينة المضادة للطائرات باطلاق نيرانها بكثافة على هذه الطائرات المعادية وبدات القنابل من حولهم تنفجر في كل مكان ثم تحولت المنطقة كلها الى جحيم وخاصة بعد قصف خزانات الوقود وبدأت منطقة الاحواض تنهار بعد تعرضها للضرب الشديد بالقنابل والمتفجرات فأدركوا ان المدينة تتعرض لهجوم عسكري كاسح وليست تدريبات عسكرية وعند خرجوهم من المكان سأل هوتون الحارس ان كان هو وزميله يستطيعون فعل شيء لمساعدتهم ولكن الحارس طلب منهم مغادرة المكان بسرعة وقد قام برانديت بالتقاط بعض الصور التي رآها من انفجارات وقنابل وطائرات خلال هذه الغارة الجوية ثم قام بعد ذلك بتحميض هذه الصور ولكن المفاجأه انه لم يرى اي شيء في الصور يدل على الانفجارات والغارة التي رآها هو وزميله الصحفي بل بالعكس فقد اظهرت الصور منطقة الاحواض كما هي كما رأوْها في الصباح والمدينة هادئة ولا يوجد أي شيء يدل على وجود الانفجارات والطائرات والنيران التي راوها من قبل بل اظهرت الصور اليوم طبيعي ويوم عمل عادي مثله كمثل أي يوم في هذا المكان مما اثار دهشتهم واستغرابهم وصدمتهم مما رأوْه في الحقيقة وما اظهرته الصور وكذلك عدم تصديق من حكوا له ما رأوْه ورفضهم الشديد لحكايتهم لدرجة انهم شخصيا شكوا في انفسهم واعتقدوا انهم ذهبوا عند عودتهم الى حانة من الحانات وشربوا حتى الثمالة مما جعلهم يتخيلون ما رأوْا وحكوا. ثم بعد فترة من الزمن وقبيل الحرب العالمية الثانية غادر هوتون الى بريطانيا واستقر في لندن وفي احد الايام من عام 1943 عندما كان يطالع الصحف اليومية كالعادة شاهد خبرا يتحدث عن غارة جوية ناجحة قامت بها القوات الجوية الملكية البريطانية على حوض صناعة السفن الألمانية في هامبورج فشعر برعشة شديدة عند رؤيته لهذه الصورة المنشورة في الجريدة لانها كانت نفس الصور والمشاهد التخى راها تماما بنفس التفاصيل خلال زيارته لحوض السغن هو وزميله المصور جوكيم برانديت في العام 1932 ولكن الفرق الوحيد انه راى هذه الصور والمشاهد قبل وقوعها بإحدى عشر عاما.