اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

علينا أن نجتهد ليكون نورنا في حياتنا

 علينا أن نجتهد ليكون نورنا في حياتنا



بقلم د.صالح العطوان الحيالي 

تاريخنا مملوءا بالقصص والحكايات ذات العبر والمواعظ الرائعة. فكثير من الناس يكتب وصيته في حياته اعملوا لي كذا وكذا في مماته إذا لماذا لم تعمله انت في حياتك لترى نتائجه وانت حي ومن يضمن بعد مماتك ستنفذ وصيتك .. قصتنا في هذا المحور ...

القصة أن رجلا ميسوراً عاش في أم القرى منذ فترة طويلة وكان له خادما مملوكا يخدمه في جميع شؤونه الخاصة فإذا أذّن مؤذن المسجد لصلاة الفجر أيقظه مملوكه وقدم له إبريق الوضوء وأشعل الفانوس، ومشى امامه نحو المسجد،...وذلك قبل عهد الكهرباء و حيث كانت الشوارع متربة والأزقة مليئة بالحجارة ولا توجد إضاءة عامة ويكون الظلام دامساً من بعد غروب الشمس حتى طلوعها صبيحة اليوم التالي، لما رأى ذلك الميسور تفاني مملوكه وخادمه

قال له ذات يوم : اسمع يا سعيد لقد كتبت في وصيتي الموجهة لورثتي أن تصبح حراً بعد وفاتي مكافأة لك على إخلاصك في خدمتي لعشرات السنوات فسكت الخادم ولم يعلق على ما سمعه من سيده!....وفي فجر اليوم التالي قام كعادته وأشعل الفانوس ومشى به خلف الرجل الميسور فتعجب من فعلته!

وقال له: ما لك يا سعيد؟ لماذا لا تتقدم بالفانوس حتى تنير لي الطريق نحو المسجد !

فأجابه خادمه بقوله: أنت يا سيدي الذي جعلت نورك وراءك عندما وعدتني بالحرية بعد مماتك ولم تقم بذلك في حياتك،...ولماذا تجعلني أتمنى موتك حتى أنال حريتي بدل أن أتمنى لك طول العمر في طاعة الله...ألا تعلم أني سأظل أخدمك وفياً لك حتى لو نلت على يديك حريتي !...

وفهم الرجل الدرس جيداً 

وقال له : أنت يا سعيد حر من هذه اللحظة،...فرد عليه قائلا: وأنا خادمك البر من هذه اللحظة....

أما الدرس الذي علينا الاستفادة منه في هذه الحكاية:

-هو أن نقرر تنفيذ أي عمل خيري من فائض أموالنا في حياتنا بدل أن نوصي بها بعد وفاتنا حتى نجعل نورنا أمامنا بدل أن نجعله خلفنا،... 

وهنا العبرة نقول لكل من يتحدث عن نيته في كتابة وصية تتضمن بناء مسجد أو دار أيتام أو مدرسة لتحفيظ قرآن من أمواله بعد وفاته نقول لهم :وهل تضمنون أن ينفذ ورثتكم وصيتكم كما تحبون؟

ولماذا لا يكون عملكم الطيب خلال حياتكم تقدمون وتعجلون الخير لأنفسكم وتضيؤون دروبكم خذ مصباحك معك ولا تتركه خلفك!...

فلنجتهد ليكون نورنا أمامنا..

جعلنا الله و إياكم ممن قال الله فيهم (نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم)

google-playkhamsatmostaqltradent