اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

انتشار الجريمة والتفكك الاسري

 انتشار الجريمة والتفكك الاسري



كتب - محمود فوزي

 

مما لا شك فيه أن المجتمع الآمن المستقر هو مطلب الجميع، حيث إن الأمان هو مصدر بناء المجتمعات وتطورها، والإنسان منذ فجر ولادته تكون فطرته سوية ولا يعلم شيئا عن الإجرام أو الأذى، ولكن البيئة التي ينشأ فيها هي ما قد تؤثر فيه ويتأثر بها، تلك البيئة التي تغرس فيه سلوكيات جيدة وغير جيدة – سوية وغير سوية – مما تؤدي به للانحراف عن الطريق المستقيم الذي خلقه الله تعالى، فكل شخص يلجأ إلى ارتكاب الأفعال غير المقبولة هو إنسان غير سوي، وينتج عنه الكثير من المشاكل والمفاسد المجتمعية.  

والجريمة في حقيقة الأمر يختلف مفهومها حسب المنظور المراد رؤيته منها، حيث هناك تعريف للجريمة من الناحية الاجتماعية وأخرى من الناحية النفسية وثالثة من الناحية القانونية، فالأولى عبارة عن أفعال تتعارض مع القواعد والأعراف والعادات الاجتماعية السائدة في المجتمع – كل مجتمع على حدة – أما النفسية فهي أفعال تتنافى بشكل واضح مع الغرائز الإنسانية السوية من خلال محاولة إشباع الغرائز الشاذة التي قد تنتج لدى بعض الناس، ثم تأتي في المرتبة الثالثة الجريمة من الناحية القانونية وهي عبارة عن جميع الأفعال الخارجة عن القانون والمتفق على حُرمتها ويُعاقِب عليها.  

لماذا وصل المجتمع المصري  لهذا الكم من الجرائم؟

 ولكن الواقع والحقيقة يؤكدان أنه لا يمكن من ناحية التطبيق العملب الفصل بين هذه التعريفات للجريمة، وإنما تُجمع كلها معا، لأن المجتمع عبارة عن جميع هذه القواعد معاً، فتعريف الجريمة بمفهومه الشامل المكتمل هي حزمة من الأفعال الخارجة عن القانون، وتتنافى مع القيم والعادات الاجتماعية والغرائز الطبيعية السوية لدى الإنسان، ويسمى الإنسان المقترف لهذه الجرائم بـ"المجرم"، الذى تقع عليه عقوبات قانونية والنفور المجتمعي. 

وللجريمة العديد من الأسباب منها أسباب عامة وأخرى خاصة – فالعامة تتمثل في الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بينما الخاصة تتمثل في انعدام الوازع الديني، والأسرة التي يعيش فيها الإنسان، وأسباب اقتصادية خاصة بالفرد، والكره والحقد، وحب السيطرة، وحب الفضول والمغامرة وتجربة الأمور غير الطبعية 

 حيث  ينتمون معظم المجرمين إلى أسر مفككة،

و  أن الجريمة هي ذلك الفعل الخارج عن الأخلاق والقوانين، وهي التصرف المنحرف الذي يستوجب العقاب والحساب؛ لأنّ فيها تعدٍّ على الأشخاص والممتلكات، والمجتمع بأكمله، وقد قسّم القانون لكلّ جريمة عقوبة تُناسب الفعل الذي قام به المجرم؛ فقسمت الجرائم إلى أنواع بناءً على الكثير من الاعتبارات، التي تتعلّق بمرتكب الفعل، وطبيعة الجريمة، وظروف المجرم، والدواعي التي دعته للقيام بجريمته، إذ تتنوّع الجرائم في صورها وأشكالها، بين جرائم النفس والمال والعرض والقيم وأمن البلاد وتتخذ أفعالا عدة، ومن أنواع وصور الجرائم نجد الجرائم الاجتماعية، وهي تلك الجرائم التي يتمّ ارتكابها لدوافع اجتماعية نابعة من الانتقام والحقد والطمع والانتقام من الأشخاص، ومشاكل الأسرة، والقضايا الاخلاقية

وفي الفترة الأخيرة انتشرت  وتعددت الجريمة بشكل عام؟

  - بالفعل ظاهرة الجريمة المجتمعية ساهمت الكثير من الأسباب في ازديادها مؤخراً لعل من أبرزها:

 أولا:

ما أصاب المجتمعات من  المتغيرات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية  في العشر سنوات الأخيرة ساهمت في زيادة العنف في المجتمع من بينها ضغوط  حياتية، وتفكك أسري وانهيار الوازع الديني والأخلاقي والتفسخ الاجتماعي، وهو الأمر الذى جعل هناك قدراً كبيراً من تخبط الأفكار واختلاط الفهم الخاطئ بما كان عليه المجتمع من عادات وتقاليد وعدم القدرة على تحمل متطلبات المرحلة التي مر بها المجتمع  ليصل إلى موقع ومكان أفضل ، الأمر الذي يجعل لبعض الموتهورين أن يروا في اللجوء إلى العنف نوع من أنواع التعبير والخلاص من هذه التأثيرات.

 ثانيها:

كان استخدام العنف من الأب أو الأم في بداية حياة أبنائهم كأسلوب للتربية ، قد يؤدي إلى إيجاد رواسب ذهنية لديهم تأخذ بحسبان أن هذا العنف يمثل بعداً طبيعياً في الحياة بصفة عامة.

 ثالثا:

انتشار أفلام العنف والإثارة وإظهار بطولة البلطجي وانتصار الشر على الخير، وكذلك انتشار تلك النماذج الرخيصة من المطربين يعطي صورة ذهنية للشباب أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للحصول على مكاسب مالية كبيرة في وقت قصير طالما كان العنف وسيلة لتحقيق ذلك.

- الأمر البالغ الملاحظة مع انتشار جرائم القتل داخل الأسرة أو المحيط الضيق هو انخفاض المستوى الاقتصادي والضغوط والالتزامات المادية تجاه الاسرة، المستوى التعليمي لمرتكب الجريمة أو يكون من مستوى تعليمي أعلى لكنه نشأ فى مدارس لا توجد بها أنشطة مدرسية مثل الموسيقى والرياضة وغيرها، وهي أمور ترقي الحس الإنساني وتدرب الإنسان على المشاركة وكثير من الأمور المتعلقة بالمعيشة في ظل الزيادة السكانية والتكدس في منطقة واحدة وعدم التوزيع الجغرافي مما يساعد على انتشار الجريمة بطريقة سريعة لذا يجب علي الدولة التدخل في خلق فرص عمل وتشجيع الاستثمار وزيادة البقعة السكانية بحيث يتم خلق مناطق سكانية جديدة تستوعب الزيادة المستمرة في السكان، فرض الرقابة على مايتم من تصديره لنا من ثقافة أجنبية لا تناسب مجتمعنا، عودة الدروس الدينية، عودة النشاط الثقافي والأدبي والرياضي الى المدارس 

الاهتمام بالمدرسة والمعلم وكذلك  الاخصائي الاجتماعي مع المشاركة المجتمعية من الجمعيات الأهلية.

google-playkhamsatmostaqltradent