اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

من أجل صحة أوفر وحياة أطول مبادرة تونسية

 من أجل صحة أوفر وحياة أطول مبادرة تونسية 



متابعة/ محمد ابو سيف

احتضنت مدينة الثقافة الشاذلي القليبي  لقاء بعنوان "النشاط البدني المنتظم: من أجل صحة أوفر وحياة أطول"، تحت إشراف وزارة الصحة بالاشتراك مع وزارة الشؤون الثقافية وزارة الشباب والرياضة وزارة التربية وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن وزارة الشؤون الاجتماعية والمنظمة العالمية للصحة OMS. 

بحضور كل من السيد علي مرابط وزير الصحة، السيد فتحي السلاوتي وزير التربية، السيد كمال دقيش وزير الشباب والرياضة والسيدة جمانة هرماس مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس وممثلين عن وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن ووزارة الشؤون الاجتماعية، ألقت وزيرة الشؤون الثقافية، الدكتورة حياة قطاط القرمازي، كلمة أكّدت فيها أن الإنسان في أمسّ الحاجة في عصرنا هذا بنسقه المتسارع إلى توفير ما يحقق حركيّة الجسد وانطلاقه وتحرره، رياضة كانت أو تعبيرا جسمانيا أو رقصا أو حركة مسرحية أو شتى أنواع فنون الإبداع على أي ركح وفي أي فضاء. وأضافت في هذا الصدد:" ما أجمل أن نلتقي في تحقيق غاية هامة تجمعنا، من أجل صحة أوفر وحياة أطول، إعلاء لشأن النشاط البدني وترسيخ اعتماده ممارسة وعنصرا جوهريا فاعلا ومؤثرا في حياتنا اليومية، نقطة تقاطع وتناغم بامتياز بين قطاعاتنا: الصحة والرياضة والتربية والثقافة. إن وزارة الشؤون الثقافية، تضع ضمن استراتيجياتها المحورية وضمن أولوياتها، الاهتمام بمختلف أوجه التعبير الجسماني في قطاع الرقص أو المسرح، وهو ما يتجسد منجزا من خلال ما تتولاه إدارة الموسيقى والرقص وإدارة الفنون الركحية ومراكز الفنون الدرامية والركحية ومختلف الأقطاب بمدينة الثقافة، ولا أنسى ذكر ما تقوم به أساتذة التنشيط الثقافي في نوادي الاختصاص بمعظم مؤسسات العمل الثقافي من دور ضمن برامج نواد التعبير الجسماني التي يشرفون عليها."  




وأشارت الوزيرة في كلمتها أن كل الأنشطة الثقافية تجمع الفن والإبداع الإنساني مع الرياضة، وممارستها هي خير ضامن لصحة سليمة وخير محصّن من عديد الأمراض التي انتشرت في أيامنا بصورة ملحوظة، أمراض يتسبب في كثير منها نمط حياتنا المعاصرة وضغطها، بالإضافة إلى فضل الحركة والرياضة في الإرتقاء بالفكر والروح وبناء لعقل خلاّق مستنير. 

وأكدت في نفس الإطار:" تأسيسا على كل ما سبق، تنبثق أهمية ممارسة مختلف الأنشطة الجسدية الفنية والرياضية في المؤسسات التربوية والجامعية وفضاءات الشغل والعمل، لما في الرياضة من فضل في تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان وفي تحويل السلبي منها إلى نقاط قوة، بتعزيز الثقة في النفس وبث السعادة في حياته وإقباله على الحياة بإيجابية وتفاؤل."

ودعت الوزيرة في ختام كلمتها إلى تضافر جهود مختلف الوزارات لإقامة شراكات فاعلة وضبط برنامج عمل تشاركيّ واضح ومضبوط زمنيا لمزيد النهوض بهذه الأنشطة ودعمها والتوصّل إلى الطرق الكفيلة بتعميمها، فلا تكون الرياضة مقتصرة على الفضاءات الرياضية والثقافية ولا تكون حكرا على فئة دون أخرى.

وضمن هذا اللقاء الذي يأتي ختاما للأسبوع الأول للنهوض بالنشاط البدني، الذي انتظم  من 14 إلى 20 نوفمبر الجاري وجمع القطاع العام والخاص مع المجتمع المدني، قدّم وزير الصحة كلمة أشار فيها  إلى أن الركود البدني من أهم عوامل الاختطار التي لها علاقة مباشرة بتفاقم ظهور الأمراض مؤكّدا أن آخر مسح صحي لسنة 2016 تضمن أن حوالي ثلثي التونسيين لا يمارسون النشاط البدني بالقدر المطلوب الذي تتطلبه المحافظة على صحتهم كما أن ثلثي التونسيين يشتكون من الزيادة في الوزن وشدّد على ضرورة التحسيس بأهمية النشاط البدني سواء في الأماكن العامة أو في المؤسسات التربوية والثقافية وغيرها... 

أما وزير التربية فتحي السلاوتي فقد أشار إلى أهمية دور الرياضة في المؤسسات التربوية وضرورة مراجعة المناهج البيداغوجية لفسح المجال للأنشطة الرياضية في المدارس ومنح التلاميذ فرصة لاكتشاف ذواتهم من مناهج مختلفة مشددا على أهمية دور الرياضة في الارتقاء بالأذهان والعقول.  



وأشار السيد كمال دقيش وزير الشباب والرياضة في نفس الإطار إلى أن أكثر رياضة يهتم بها الشباب في تونس بعد كرة القدم هي رياضة المشي ورحلات التنزّه (randonnée) وهو ما جعل الوزارة تقرر التنسيق مع وزارة الشؤون الثقافية لدمج هذه الرياضة مع المواقع الأثرية ومنح الفرصة للشباب المهتم بهذه الرياضة لاكتشاف آثار بلاده. 

أما السيدة جمانة هرماس مديرة مكتب منظمة الصحة الدولية بتونس فقد أكدت أن الرياضة هي من العناصر التمكينية المهمة للتنمية المستدامة. ونعترف بالمساهمة المتعاظمة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي.

ويتواصل هذا اليوم الختامي مع مجموعة من الورشات التي تتناول محاور النشاط البدني في علاقة مع الصحة، الثقافة والعمل  لما للرياضة من مساهمة في الترفيه والتنمية الجسدية والذهنية لدى الأطفال والشباب والكهول. 



google-playkhamsatmostaqltradent