اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

انا وبنتى

 انا وبنتى



كتبت دكتور شيماء صبحي

تكبر البنت فتنتظر الأم منها المزيد من المساعدة المنزلية، أما الفتاة فيكون لديها العديد من الاهتمامات، ليس من بينها غسل الصحون أو ترتيب المنزل.فيبدأ مسلسل يومي من غضب الأم، وضيق الابنة، التي يزداد نفورها من المطبخ وأعمال البيت بشكل عام.

أحيانا نتيجة لوجود خادمة، أو لتفاني الأم في أعمال البيت، لا تطلب من فتاتها إلا أن تعتاد على تنظيم أغراضها، والاعتناء بغرفتها، وأن تفكر في دخول المطبخ وتعلم بعض الوصفات الأساسية كنوع من الاستعداد لحياتها الزوجية المستقبلية ولكن الفتاة على الضفة الأخرى تجد أن الأمر أبسط كثيرا مما تصوره والدتها، وتعتبر أن انتقادات الأم هي مبالغة في طلب الترتيب والنظام، ومن المؤكد أنها لا تستشعر أهمية الاستعداد للزواج بالاعتياد على تدبير البيت من الآن، أو تعلم الطهي..

في نقاط عملية مجربة حتى تتوقف هذه المعركة اليومية والتي تؤثر بشكل كبير على مشاعر الفتاة وعلاقتها بأمها

١-ضعي في ذهنك دومًا أن ابنتك ليست ندًا لك، فهي ليست امرأة أخرى معك في المنزل،وعليها أن تؤدي مهاما عديدة إنها ابنتك، مهما كبرت هي حبة قلبك، مهما جادلت وتغيرت طريقتها معك فإن هذا لا يعني أنها أصبحت "شخصا آخر".. إنها فقط تمر بفترة حرجة تنتقل فيها من الطفولة إلى الشباب كلما شعرت ولو بلحظة بالندية معها فأوقفي مشاعرك وأدركي الحقيقة.

٢-في الوقت نفسه من المهم جدا أن تدركي أنها لم تعد طفلة صغيرة، نضجها الجسدي لا يعني أنها أصبحت قادرة على مساعدتك بشكل أكبر فحسب، إنها تعني أيضا أن لديها اهتمامات جديدة، ومشاعر مختلفة.. وأنها بحاجة شديدة لإثبات أنها لم تعد طفلة، وأنها لا تتحرك بالأوامر، ولا تدور في فلك الغير.. بعض الأمهات يعتبرن هذا نوعا من التحدي وقلة الأدب، فيزددن إصرارا على كسر أنف هذه الفتاة المتمردة! فتتجافى القلوب وتبتعد الفتاة عن أمها وهي في أمس الحاجة لها.

٣-لا تحركيها بالريموت كنترول!

عزيزتي الأم المُحبة..

ليس معنى أن فتاتك لا تحب الأوامر وهي تخطو من الطفولة إلى الشباب، أنها لا تريد مساعدتك، أو أنها لا تفكر فيكِ.. إنها تود أن ترضيكِ، ولكنها تواقة أيضًا للشعور بأنها تملك وقتها، وأنها تقوم بذلك حبا لك وليس ضغطا منك..

هي ليست فتاة عديمة المسؤولية، ولا أنانية، ولكن شعورها بأنها تقوم بالأعمال المنزلية بعد توبيخك وصراخك عليها يزيد من نفورها لكل الأعمال المنزلية.

والحل بسيط.. تحدثي معها في جو يسوده الحب والمرح، عن أنك تحتاجين إلى مساعدتها.. هذا بداية سيشجعها جدا ويشعرها بأهميتها، وفكرا معا في وضع جدول للأعمال المنزلية، ودعيها تشارك برأيها بحرية، وتبدي اقتراحاتها، فأنتِ بها تضعين أعمال البيت والمطبخ في دائرة اهتماماتها.. فتشعر بأنها مسؤولة عن الأمر، وليست مجرد شخص يتلقى الأوامر من المدير!

٤-مسؤوليات محددة

في إطار هذا الاتفاق والجدول الذي تضعيه معها، سيكون لديها مهام محددة، سيكون معروفا لدى جميع أفراد الأسرة أنها هي المسؤولة عن كذا وكذا، وهذا سيشجعها من جديد على الإتقان والالتزام، كما أن هذا التحديد للمهام سيمكنها من تنظيم حياتها بحرية، عندما تعرف أن المطلوب منها ليس أن تقضي طوال النهار وكل نهار وهي منهمكة في أعمال البيت.. بل إن الأمر محدد ومعروف، وهو جزء من يومها، ولكن وقتها يتسع للمزيد، فلديها الفرصة كاملة لممارسة هواياتها، ولقاء الصديقات.. أو ربما الجلوس في هدوء، وهو ما تحبه بعض الفتيات في هذه السن، بينما تعتبره بعض الأمهات "كسل وإضاعة للوقت!"

٥-أثنِ عليها.. فهي تحتاج للشعور بتقدير الذات، تحتاج إلى أن تخبريها بين الحين والآخر أن اهتمامها بأعمال البيت أفادك كثيرا وخفف عنك، وأنك تجدينها مبدعة وصاحبة لمسة جمالية، وأنها فتاة مسؤولة وستكون زوجة رائعة وأما مثالية.

نظرة سريعة للواقع سنجد أن الأمهات غالبا ما يسكبن على مسامع الفتيات عبارات عكسية تماما.. مع كل إهمال تجده الأم من ابنتها تبدأ في إلقاء كلمات تظنها بسيطة ولكنها تفتك بقلب الفتاة، يكفي وصفها بـ"المهملة" و"الكسولة" ليجعلها تزداد إهمالا وكسلا.. إنها قاعدة نفسية شهيرة.. تعتمد على تعزيز السلوك الإيجابي بالتركيز عليه وتشجيعه ومدحه، والتغاضي قدر المستطاع عن السلوك السيء حتى يتلاشى ولا يتضخم.

أثنِ عليها أمام الناس أيضًا.. أو على الأقل احذري تماما من انتقادها أو أن تشتكيها لأحد.. حتى لا تكتبي شهادة وفاة اهتمامها بالأعمال المنزلية كلها.

٦-دعيها تدخل المطبخ.

دعيها تدخله وتستكشفه بسلام وهدوء هل تدرين أنك وبدون قصد قد تكونين سببا رئيسيا ينفر ابنتك من دخول المطبخ؟!

اليوم ومع كل هذه القنوات والبرامج ومنتديات الإنترنت وصفحاته المهتمة بالطهي ووصفاته، قد لا تكون بحاجتك فوق رأسها دعيها تجرب دون إلحاح ولا توبيخ، دعيها تجرب وتفشل.. فهذه هي الطريقة الوحيدة الفعلية لتعلم أي شيء وليس الطهي فحسب.

لا تنتقدي طهيها، ساعديها إذا طلبت.. واطلبي منها أن تعد لك طبقا تحبينه، ومن اللطيف جدا أن يتدخل الأب أيضا، فلا تتصوري سعادة الابنة عندما يطلب منها أبوها أن تعد له مشروبا أو طبقا معينا.. ومدى حرصها على أن تثير إعجابه، وليمدحها هو على ما صنعته.

من الممكن أيضا أن تناديها لتقوما سويا بإعداد وجبة معينة، فتعلميها الطريقة وتدعيها تشاركك الإعداد.. وتخبري الجميع أثناء الأكل أن هذا الطبق من إعدادكما معا، وأنها برعت فيه من المرة الأولى 



google-playkhamsatmostaqltradent