مجتمع غاب حاضره
بقلم :امير علي
اصبحت كل حياتنا الآن متوقفة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتس آب و الانستجرام وغيرها، بل اصبحنا الان نتشارك المناسبات فقط من خلال التواصل الاجتماعي في العزاء والافراح وجميع المناسبات غابت عنا العادات والتقاليد التي كنا نراها سابقا من خلال آبائنا وجدودنا الذين كانوا يسافرون ويتنقّلون لمسافات طويلة حتى يتمكّنوا مِن الحضور ومشاركة العائلة في المناسبات وجه لوجه ..اصبح كثيرٌ منا ينظرون إلي الهواتفهم المحمولة أثناء المشي و قيادة السيارة، بل الاسوأ من ذلك حين نجلس مع بعضنا البعض كل شخص فيناينشغل بهاتفه وينسى جميع ما حوله، ومن الممكن أن نكون لا نرى بعضنا الا كل شهر مرة اصبحنا كالحاضرين الغائبين أصبح أسلوبنا على مواقع التواصل الاجتماعي راقي ومتحضر عن ما نرى بعضنا البعض وجه لوجه تحكمت بنا وسائل التواصل الاجتماعي وفرقتنا وجعلتنا حاضرين غائبين نجالس بعضنا البعض ونحن لا ننظر إلى بعض ولا نتحدث الا مع هواتفنا وايميلاتنا التي فرقت الابن عن اباه وأصبحت المودة و الرحمة وصلة الرحم مرتبطة بالصغط على زر الاعجاب او العزاء، فقدنا ملامح بعضنا البعض فقدنا النظر إلى بعضنا البعض اصبحنا مجتمعا حاضرا غائبا ...فهل سيأتي يوم ونحقق كلمة الله إلينا عندما قال انا الرحمن خلقت الرحم واشتققت له اسما من اسمي فمن وصلني وصلته ومن قطعه قطعته ..
اللهم اجعلنا معتصمين غير متفارقين يالله.
