"٦ ساعات من السوشيال بدون ميديا وأعراض الانسحاب"
كتبت: شيرين رأفت
كنت أشاهد ليلة أمس حفلا غنائيا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ولفت نظري تلك الفئة من الجمهور التي كانت تجلس بالساعات لتستمع الي الوصلات الغنائية في هدوء واستجمام واستمتاع وتركيز،
وقلت في نفسي هم حتما جمهور من نوع خاص، فئة من الناس التي كانت تعيش السوشيال ولكن بدون ميديا.
نعم بدون جوالات يلتفتون اليها كل دقيقه وكأنه سوف يفوتهم ارتفاع سهام البورصة، أو يكون شغلهم الشاغل بث الحفل على الحالة للتفاخر امام الاخرين والحالة الحقيقية هي فقد الإستمتاع وفقد التواصل والحياة.
واليوم بعد ستة ساعات من إنقطاع السوشيال ميديا كيف حالكم أيها المدمنون؟
يبدو أن الوضع كان كالتالي، البعض أصبح يعيد غلق هاتفه ويفتحه عدة مرات لا يصدق أن المتاح أربع وعشرين ساعه من الممكن أن ينقطع ولو ساعه.
حالات من أعراض الانسحاب الشديدة هاجمت مدمني السوشيال ميديا ليعودون بعد تلك الساعات أكثر نهما واستغراقا فيها دون وعي أو تفكير في قدر المأساه والمعاناه التى أصابتهم .
الغريب أن الغالبية قابلت ذلك بروح الفكاهة والمنشورات المضحكة المعبرة عن أحوال المدمنين في تلك الساعات،
إلا أنه في الواقع هو واقع محزن للغاية .
برامج ووسائل ذكية البعض إستطاع أن يحسن استخدامها، والاخرون أصبحت هي التى تستخدمهم .
أصبح هناك إنعدام لإدراك الوقت ، الواحد منا يجلس على جواله ليفر في الصفحات دون هدف وكأنه يراهن على إهدار الوقت،
لابد أن نعترف ونواجه أنفسنا أن الكثير منا أوشكوا أن يكونوا عبيد لتلك البرامج وعليهم أن يقرروا ذلك في أنفسهم،
ليبدأوا على الفور في أولى خطوات العلاج وهي تحديد المشكله.
وكأن ذلك الانقطاع كان لابد أن يؤخذ منا على محمل الجد وأن هناك حتما مشكلة حقيقة ومرض يحتاج أو نحتاج نحن الى العلاج منه، وهو إدمان السوشيال ميديا.
