اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

إلى من تخطو على أعتاب ذاكرتي

          إلى من تخطو على أعتاب ذاكرتي 


                    بقلم - منال خليل 

  على مقعد بحديقة  في نهاية الخريف ..كان يحدث نفسه وهو ينفخ دخان سيجارته : 

 ما كل هذا الرحيل المليئ بالانتظار! 

اشعر اني لم أرحل عنها بل أرتحل فيها فهي لم تغادرني .. بل سكنت عقلي و احتلت ذاكرتي و نظري 

ما هذا العشق الذي بدأ من حيث انتهينا 

أرى كل الاشياء بعيونها تشاركني وحدتي،القمر و النجوم والكلمات

 أستنشق هواء لا يصل لصدري و أبتلع غصة لا تفارقني .. 

وكأنها هي من تستنشق هوائي كله و تتركني اختنق بعدا و حبا و شوقا.. 

ماهذه المرأة التي كلما حاولت أستبدالها بالمئات تجسدت حاضرة بذهني وروحي ،فتقطع شهيتي عن النساء و الحياة 

كلما حاولت أن أتظاهر بالحياة أجدني مدفونا داخل صدري

تتعالى ضحكاتي و لكنها منقوصة، بل فارغة ابتسامتي  فقيرة وكأن شفاهي تأبى الفرح دونها.. - فقدت متعة أشتهاء لمس بشرة النساء جميعهن، البيضاء و السمراء، خشنة الجلد و ناعمته... 

 هل هذا هو العشق الذي رفضت ان أنصاع لمعقله !!

 حاولت هجرها.. فعدت منساقاً مجرورا من قلبي، دمي يقطر من عيناي، وروحي تنتحر أسفل قدميها اللتين أتمني أن أبللهما ندما و جوعا إليها و إلى نفسي معها

  أشهد أن اللهم عودة، اللهم توبة عن حلم لطالما راودني  وعندما اقتربت منه كفرت به.. 

 اللهم بردا و سلاما على قلب يحترق اشتياقا.. عشقاً لها  وحقداً على نفس أضاعتها منى .

 بدأ صوته يعلو محدثاً إياها وكأنها تجسدت أمامه بكامل هيئتها : 

أيتها المرأة التى تملكين من الأمومة ما يحتوي الطفل الباكي في .. أرجوكِ عودة

أيتها الأنثى الممزوجة بطفولة وحياء أرجوكِ أقتراباً بلا أنسحاب ..

أعترف بأنكِ تستحقين كل الحب وأكثر من العشق و أني أستحق ما أنا ماضٍ فيه 

كما أعلم بمخاوفي وسقطاتي، و اختياري التعس بأن أختار ماهو دونك قدرا و كأني رغبت بأن أشنق ذاتي بذاتي وكان الحبل المعقود  أنانية تلتف حول عنقي وجسدي ...

 حبيبتي كنتِ  ومازلت الحلم والعطية اللذان لم أسجد لهما شكرا .. 

يمضى الوقت ثقيلاً ببعدك ولكن قلبي لم يمل ويقيناً لن أميل 

" أطفأ السيجارة العاشرة وغادر مقعده 

وهو تائه  بين بقايا من كبرياء وعناد ... وهي متمثلة بين عينيه " وضع يده اليمنى على يسار صدره محدثا قلبه : 

 كم أتمنى أن أشم رائحتها وعطرها، أتذوق صوتها و أستمتع بالاصغاء لرجولة فقدتها أثر خيبتي مع  فقدانها.. 

 لربما لن أحيد عن عشقها أبدا فهي الأولى و البداية و الأصل و كل الحقيقة و المنتهى

 مع خطواته وهو يبتعد  يسمع وقع خطواتها يدق برأسه فشعر أنه وحيدا جدا وأنه بدأ يفقد ذاكرة الكلام، ويفقد قلبه الوعي ..الذي كان ينبض لها حتى لو عراكاً.. 

يا الله لكم اشتقت أن أتعارك معها ولو علا الصوت منها   وانخفض صوتي.. 

 ربي أتمنى بكاء يغسل صدري وحزني وانطفاء روحي وحقدي عليها ونار مراجل رجولتي في بعدها.. 

 ثم توقفت قدميه عن المسير في منتصف اللامكان وتوقف معها استرسال الحديث محاولا أن يتبين وجهته.. 

نظر لنهاية الطريق فلمحهاتطل من خلف نافذه بيتها 



google-playkhamsatmostaqltradent