اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الإباحية الخادعة.

الصفحة الرئيسية

 الإباحية الخادعة.

الإباحية الخادعة.


كتبت - دكتور شيماء صبحي


 إن صناعة الإباحية لديها طريقة خادعة تقوم فيها بتوفير راحة مزيّفة ومخدّرة للمستخدمين من القلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة (لدقائق معدودة أو ساعات قلائل)، ثم في المقابل تجعل نفس هذه المشاكل أسوأ بكثير على المدى الطويل ومباشرة بعد انتهاء الأثر المخدر لها.   هذا يخدم  المواد السيئة،فحينما يزداد قلق وإرهاق المشاهدين، فإن العزلة تنمو وتسبب المزيد من العودة إلى الوراء  فتكون النتيجة النهائية للمدمن هي خسارة في الدنيا والآخرة كما تعلمون بالطبع. 

 “في أي وقت يقوم فيه الشخص بإنفاق الوقت في دورة إدمان المواد الإباحية، فإن هذا لا يمكن إلا أن يكون مُحبِطا ومُهينا ويسبب نوعًا من كراهية الذات”، كما يقول الدكتور غاري بروكس، وهو طبيب نفساني غربي عمل مع مدمني الإباحية خلال الـ 30 سنة الماضية. 

فكلما زاد الشخص من استهلاك الإباحية  زاد مخه من ربط الإثارة بخيال مزيف، وكلما بات من الصعب له أن يقيم علاقة حقيقية مع شخص حقيقي عندما يتزوج. نتيجة لذلك، فإن العديد من المتزوجين يبدأون في الشعور بشيء خاطئ عندهم. إنهم لا يعرفون كيف لهم أن يتأثروا بشخص حقيقي،  وعن تكوين علاقة شخصية عميقة مع أحد.

 تقول إحدى الباحثات حول العلاقات الإنسانية تعليقًا على الأثر المدمر للإباحية: “عندما كنت أسأل عن الشعور بالوحدة، فإن صمتًا عميقًا حزينًا ينزل على الشباب والشابات على حد سواء، إنهم يعرفون أنهم وحيدون وهذه [الإباحية] هي جزء كبير من هذا الشعور بالوحدة”. 

إنها تشير إلى العزلة المدمرة للشخصية، والعزلة ميل يفرضه إدمان المعصية والعادات السيئة .

 وقد وجدت الدراسات أنه عندما ينخرط الناس في نمط مستمر من “الإخفاء الذاتي” – أي عندما يفعلون أشياء مُخزية ويحتفظون  بها سرًّا بعيدًا عن أصدقائهم وأفراد أسرهم – فإن هذا يضرّ، ليس فقط بعلاقاتهم، ولكن أيضا يجعلهم أكثر عرضة لمشاكل نفسية حادة لكل من الذكور والإناث من مستخدمي الإباحية، وغالبا ما يترافق ذلك عادة مع مشاكل متمثلة في القلق، ومشاكل متعلقة بمسألة شكل الجسم وضعف الصورة الذاتية، ومشاكل العلاقات وانعدام الأمن، والاكتئاب. 

 الإباحية تقدم الصورة الكاذبة، أنّ البشر لا يساوون شيئا أكثر من مجرد مجموع أجزاء من الجسم ومقدار المتعة التي يمكن أن يقدمونها من خلال هذا الجسد. هذه التصورات غالبا ما تبدأ  في الزحف إلى المدمنين عليها  وتؤثر على  كيفية رؤيتهم لأنفسهم ولغيرهم من الناس في الحياة الحقيقية، وهذا يجعل من الصعب عليهم تطوير العلاقات الحقيقية.

يقول بروكس: “في غالب الأوقات فإن الإباحية تصنع الحاجز الذي يسمم العلاقات الطبيعية”.  

عافانا الله وإياكم من كل سوء، قال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد – الآية 16

الإباحية الخادعة.

google-playkhamsatmostaqltradent