الوجه الآخر للاعمال الفنية
رؤية بقلم .. مصطفي العموري
.. سبق وتحدثنا كثيرا عن الفن الهابط وتأثيره الضار على المجتمع بصفة عامة و على الشباب بصفة خاصة .. ولكن للفن أوجه عديدة سنبتعد اليوم قليلا عن الجانب الانساني والاجتماعي والاخلاقي والديني وسنتحدث عن الجانب الاقتصادي ذلك الوجه الخفي الذي يغيب عنا ولا نراه .. فهل تدرك مدى تأثير الفن الهابط على الاقتصاد والاستثمار ؟
.. ظهور جيل جديد من مدعي الفن والنجومية ومن يغذيهم بالكتابات الرديئة ومن يدعمهم ببذخ من افراد وشركات في صورة انتاج مغرض ومن يروج لهم بدعاية فاسدة جذبت الشباب وهيأت لهم ورسخت في عقولهم ان هذا هو الفن وان هؤلاء هم القدوة.. وكانت الحجة دوما نحن نمثل او ننقل صورة من صور الواقع ... وهؤلاء الشباب الذين خدعوا وصدقو وآمنوا بهذا هم من اخواننا وابنائنا الذين يعيشون بيننا فما بالك بمن هو خارج وطننا في شتي بقاع الارض وفي كل دول العالم من حولنا ..
.. الفن هو القوة الناعمة لانه الوسيلة الغير مباشرة الاسهل والاسرع في التبادل الثقافي والجذب والتآلف بين الشعوب ونقل افكارهم بحيث تساعدك من خلال فيلم او مسلسل على تكوين فكرة عنهم وعن انماط حياتهم وسلوكهم ومدى تحضرهم او تخلفهم والطبع السائد بينهم ..
.. السؤال لو كنت مستثمرا ورايت اعمالا فنية تصور احدى الدول على انها دول تعج بالبلطجة والانفلات .. والطبع السائد فيها هو الاسفاف وانتشار شتى انواع الجريمة كالدعارة و الاغتصاب والسرقة والنهب والبلطجة ويقولون ان هذا تمثيل للواقع الذي يعيشونه ..
ويكون الشخص الغير السوي والمجرم او البلطجي هو بطل العمل والادهى انه في كثير من الحالات او الاعمال ينجو ويفلت من العقاب والجميع يصفق له بل ان ذلك النجم هو رمز محبوب بالرغم من ألفاظه الرذيئة وجهله وسوء اخلاقه وسلوكه فيصبح قدوة لشباب ذلك المجتمع المغيب ..
فهل ستتخذ اي خطوه للاستثمار في ذلك البلد
المعروف للجميع ان دوما صاحب رأس المال جبان ..
بمعنى انه يبحث عن الامان وعن الضمانات قبل ان يسال عن الربح .. لانه لا يمكن ان يضخ اي من امواله في مجتمع منفلت لا حاكم ولا رابط فيه لا يمكن ان يعيش ف وسط اجرامي سئ او يدير اعماله داخل مجتمع مشوه فاسد .. فمن سيوفر له الحماية ولأمواله وهو يرى ان المجرم في ذلك المجتمع ينجو من العقاب وان البلطجة واستخدام السلاح وفرض القوة هي وسيلة التفاهم الاكثر شيوعا ووسيلة التواصل بين افراده ..
اتساءل الا يدرك الاقتصاديون ذلك ؟ .. و اغلبهم من المستثمرين الذبن يبحثون دوما عن الدول الآمنة المستقرة المتحضره ليقيموا فيها ويشيدو بها مشاريعهم ومصانعهم .. يبحثون عن الشعوب الراقية في سلوكها واخلاقها وتقدس العمل والمبادئ والاخلاق وتعيش في جو يسمح لها ان تبذل جهدها في العمل بضمير فيصبح المواطن هو المستفيد الاول من اقتصاد بلاده وصاحب العمل ايضا وبلا تخوف او احتكاك ولا ضرر ولا ضرار طوال اليوم سواء بالعمل او خارجه وفي كل مكان تطأه قدماه ..
لن اذكر لكم دولة بعينها ولكننا نرى اعمالها الفنية التي بدات بالانتشار في مجتمعنا وهي تمثل مجتمعها على انه مرهف الاحساس و راقي ومتطور ويعيش في حالة اقتصادية مرتفعه في الجميع والجميع يعيش في اماكن راقيه فهل هذا هو الواقع وهذه هي حقيقتهم ... بالطبع لا ... ولكنهم يستخدمون الفن كوسيلة للجذب ولفت الانظار والترويج لبلادهم ..
اين الرقابة واين دورها هل غابت العقول ..
نخسر شبابنا ونخسر تاريخنا ونخسر هويتنا ومكانتنا وسنعاني كثيرا لاصلاح ما حل بنا وماجري لنا من اذي و تدني ف الاخلاق والسلوك جراء ما يعرض ويشاهده ابنائنا .. وللفن تأثيره المباشر وغير المباشر في شتى مجالات حياتنا حتي في الجانب الاقتصادي
ارجوكم انقذوا المجتمع المصري اعيدوا له عاداته وتقاليده اعيدوا اليه القيم والاخلاق .
ادرك جيدا اننا لا نعيش في المدينة الفاضلة.. ولكن لا تبتعدوا كثيرا .. صورو الواقع وانقلوه كما هو .. اطرحوا مشاكلنا والقوا الضوء على القصور وعلى الامور الشائكة والقضايا التي تحتاج الى تدخل والى حلول .. اطرحو رؤيتكم ورؤياكم ولكن لا تشوهوا الواقع ولا تشوهونا وتشوهوا صورتنا وصوره مجتمعنا في اعين العالم ..الفن رسالة وامانة فقط كونوا على قدرها .. ادوا الامانه وابلغوا الرسالة .. اما ما نراه الان ليس بفن ..
.. هذه الاعمال الفنيه لا تمثلنا .. هؤلاء البلطجيه ليسوا نحن .. هؤلاء الجهلة ليسوا مثلنا الاعلى ولا قدوتنا ولا رموز مجتمعنا .. كل هذا مستحدث ومنبوذ وغريب عنا ..
معظم مانراه على الشاشات لا يمثلنا ولا يمثل واقعنا ..
